إذا سقط الجنين بعد الأربعة أشهر يعتبر إنسانا فيجب تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وبعض العلماء قالوا يعق عنه . وهذا السقط سيشفع لوالديه يوم القيامة وسيبعث أيضا بمشيئة الله تعالى.
-فحكم الدفن واجب بإجماع العلماء إذا توفرت به شروط نفخ فيه الروح أو أنه سقط بعد الأربعة أشهر
أما آلية الدفن :
-فإذا خرج الجنين من رحم أمه سقطًا بعد أربعة أشهر من الحمل؛ فإنه يغسل ويكفن وتصلي عليه الجنازة كما تصلى على عامة المسلمين ومن ثم يدفن بمقابر المسلمين ،
وكيفية صلاة الجنازة :
تكون أربعة تكبيرات يصليها المسلم وهو قائم ولا يوجد بها لا ركوع ولا سجود وإن كان مأموما اقتدى بالإمام .وكيفيتها هي:
التكبيرة الأولى: أن يكبر ثم يقرأ الفاتحة.
التكبيرة الثانية: ثم يكبر التكبيرة الثانية ثم يقرأ النصف الأخير من التشهد (الصلاة الإبراهيمية)
التكبيرة الثالثة: ثم يكبر التكبيرة الثالثة ثم يدعو للميت أو للسقط بما شاء من الأدعية ومنها ومن الأدعية المشروعة إذا كان الميت سقطا ( اللهم اجعله ذخرًا لوالديه، وفرطًا وشفيعًا مجابا، اللهم أعظم به أجورهما، وثقل به موازينهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقه برحمتك عذاب الجحيم).
-لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الطفل يصلى عليه ويدعى لوالديه) رواه أحمد
وقد قال ابن قدامة رحمه الله في دعاء المصلين للسقط أو الجنين الميت : " وإن كان الميت طفلاً , جعل مكان الاستغفار له : " اللهم اجعله فرطاً لوالديه , وذخراً وسلفاً وأجراً , اللهم ثقل به موازينهما , وأعظم به أجورهما , اللهم اجعله في كفالة إبراهيم وألحقه بصالح سلف المؤمنين , وأجره برحمتك من عذاب الجحيم , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله ... ونحو ذلك ، وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه وليس فيه شيء مؤقت
-ومن الأدعية المشروعة أيضا في صلاة الجنائز
-(اللهم اغفر له وارحمه اللهم وسع مدخله اللهم أكرم نزله اللهم مد له في قبره مد بصره --(اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله اللهم اعف عنه اللهم ارحمه)
التكبيرة الرابعة: ثم يكبر التكبيرة الرابعة ثم يقول "اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفتِنـّا بعده واغفر اللهم لنا وله" ويدعو للميت ولجميع المسلمين وينهي صلاته بالتسليم.
- أما إذا كان قبل أربعة أشهر؛ فلا يغسل ولا يصلى عليه، بل يلف في خرقة ويدفن فقط إكرامًا له، معللًا ذلك بأن الروح لا تنفخ في الجنين إلا بعد أربعة أشهر.
- أما الحكمة من صلاة الجنازة على الجنين السقط على الرغم أنه لم يرتكب لا إثما ولا ذنبًا، ولكن شرعت الصلاة عليه إكراما له ولأن الصلاة عليه تكون دعاءً لوالديه بالرحمة والمغفرة والصبر وأن يُخلف الله عليهما بطفل آخر .
-ويستدل بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ.) رواه أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم، وصححه الألباني
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في ذلك :
" إنما يسمى ولدا بعد الأربعة أشهر ، بعد نفخ الروح فيه : يغسل ويصلى عليه ويعتبر طفلا ، وترجى شفاعته لوالديه ، أما قبل ذلك ، فليس بإنسان وليس بميت ولا يعتبر طفلا ، ولا يغسل ولا يصلى عليه ، ولو كان لحمة فيها تخطيط ".
-والجنين السقط :هو الذي توفي وسقط في الرحم حتى عمر الأربعة أشهر .
-أما الجنين الميت: هو الجنين الذي توفي في رحم الأم وعلى الأغلب أن نموه قد اكتمل.
-وعليه : فالجنين إذا سقط قبل أربعة أشهر، فلا يغسل ولا يكفن ولا يسمى وليس له عقيقة، إنما العقيقة والتسمية لمن سقط في بعد الشهر الرابع وبداية الخامس أو بعده ممن نفخ فيه الروح؛ لأنه يكون آدمياً له حكم الإفراط، فيذبح عنه ويسمى ويغسل ويصلى عليه إذا سقط في الخامس فما بعده بعد نفخ الروح فيه.