المبيت بمنى واجب من واجبات الحج فإذا تركته لغير عذر فعليك دم ( ذبح شاة تذبح في مكة وتوزع على فقرائها ، فإذا لم يتيسر الهدي فعليك صيام عشرة أيام ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعت إلى بلدك ) .
- والدليل : قال الله تعالى :(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة البقرة (196)
- وأحوال ترك المبيت هي كما يلي :
1- إذا كان الترك لعذر شرعي كمرض أو كتمريض من يحتاج لمساعدة الحاج أو عدم تمكنه من دخول منى بعد محاولته الدخول - ففي هذه الحالة لا شيء على الحاج ، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخَّص لعمه العباس أن يَبِيت بمكة من أجل السِّقَاية.
- وقال ابن عثيمين( رحمه الله ) : إلى أن هذه الرخصة تشمل الذين يشتغلون أيضًا بمصالح الحَجِيج؛ كرجال المرور، والأطباء في المستشفيات، ومَن يقومون بصيانة أنابيب المياه، ونحوهم.
2- إما إذا كان ترك المبيت بمنى لغير عذر شرعي سواء ليلة أو ليلتين، وكان الحاج غير متعجل
فالراجح من أقوال أهل العلم أنه على الحاج مداً من طعام عن كل ليلة ، ومقدار المدّ ما يُعادل 750 جراماً تقريباً من الحبوب كالقمح والأرز ونحوهما.
3- أما إذا لم يبيت الحاج مطلقاً سواء تعجل أو تأخر ، فعليه دم عند جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة -وهذا هو القول الراجح-.
- قال الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح عند شرحه لحديث الترخيص للعباس عند البخاري ما نصه: (وفي الحديث دليل على وجوب المبيت بمنى، وأنه من مناسك الحج لأن التعبير بالرخصة يقتضي أن مقابلها عزيمة، وأن الإذن وقع للعلة المذكورة، وإذا لم توجد هي أو ما في معناها لم يحصل الإذن، وبالوجوب قال الجمهور. وفي قول للشافعي ورواية عن أحمد وهو مذهب الحنفية أنه سنة. ووجوب الدم بتركه مبني على هذا الاختلاف، ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليل.
- أما بخصوص تحقق المبيت بمنى ، فيتحقق بأي وقت من الليل.
- والذي عليه أهل العلم : أن من بات بمنى في أولّ الليلة أو في آخرها أو بات بعض الليل أو كلّه، فإنّ هذا يُجزئه ويكفيه ، ومن مكث فيها أكثر من نصف الليل ولو قليلًا فقد حقَّق المبيت.
-قال مجاهد: "لا بأس بأن يكون أول الليل بمكة، وآخره بمِنى، أو أول الليل بمِنى وآخره بمكة".
- أما بخصوص زمان المبيت بمنى تحديدًا فيكون في الليلة الحادية عشرة والثانية عشرة من ذي الحجّة في حق الحاج المتعجل .
- أمّا الحاجّ الذي لم يتعجّل فيبيت أيضًا الليلة الثالث عشرة من ذي الحجّة، وهذا ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم - والذي قال " خذوا عني مناسككم " .
والحكمة من المبيت بمنى هي :
1- تسهيلاً وتخفيفاً على حجاج بيت الله الحرام وذلك لقربها من مكان رمي الجمرات .
2- لأن رمي الجمرات ليس مقتصراً على وقت محدد كسائر أعمال الحج - بل يأخذ من يومين للمتعجل وثلاثة أيام لغير المتعجل فناسب الحاج أن يكون قريب من مكان الرمي .
3- لأن هذه الأيام أيام أكل وشرب وعبادة الرمي فقط .
4- لأن مكان منى مكان واسع ويسع معظم الحجاج - ولا يوجد مكان قريب ومناسب من مناسك الحج غيره .
5- اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في حجه .