قال الله تعالى : ( ورتل القرآن ترتيلاً )سورة المزمل
أي جوده تجويداً كما أنزل ،وكما قرأه جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتجويد : هو إخراج كل حرف حقه ومستحقه .
- وعليه : فلا يجوز قراءة القرآن بغير ما أنزل وبغير التجويد المعروف الذي اتفق عليه العلماء .
فلا يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنين - فهذا لا يجوز - بل يجب أن يقرأه كما قرأه السلف الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، فيقرأه مرتلاً متحزناً متخشعاً حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك .
- وقد سئل نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ورئيس قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري :
- فأجاب : أن القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين :
الحالة الأولى :
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع ، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن ، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط ، وذلك جائز ، وهو من التغني الممدوح المحمود ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ليس منَّا من لم يتغنَّ بالقرآن ) - أخرجه البخاري في صحيحه ، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب .
الحالة الثانية :
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقية التي لا تحصل إلا بالتعلم والتمرين ، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها ، فذلك لا يجوز ؛ لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد ، وذلك أمر ممنوع .
- والمقامات الموسيقية هي عبارة عن ألحان يغني بها أهل الغناء ، وقد بلغت ستة مقامات ، وهي :
1 . مقام البيَّات :
هو مقام يمتاز بالخشوع والرهبانية ، وهو المقام الذي يجلب القلب ويجعله يتفكر في آيات الله ومعانيها .
2. مقام الرست :
و " الرِّست " كلمة فارسية تعني الاستقامة ، ويفضل أهل المقامات هذا المقام عند تلاوة الآيات ذات الطابع القصصي أو التشريعي .
3. مقام النهاوند :
هذا المقام يمتاز بالعاطفة والحنان والرقة ، ويبعث على الخشوع والتفكر ، و " نهاوند " مدينة إيرانية نسب إليها هذا المقام .
4. مقام السيكا :
هو مقام يمتاز بالبطء والترسل .
5. مقام الصبا :
وهو مقام يمتاز بالروحانية الجياشة والعاطفة والحنان .
6. مقام الحجاز
وهو مقام من أصل عربي ، نسب إلى بلاد الحجاز العربية ، وهو من أكثر المقامات روحانية وخشوعا في القرآن .
- فالعرب كانت تستخدم هذا المقام فقط ( مقام أهل الحجاز ) أما باقي المقامات فهي أجنبية كانت قبل نزول القرآن الكريم ،وكان أهل الغناء والشعر يستخدمونها قبل الإسلام .
- وقد يستخدمها كثير من القراء وقد ينوع بين عدة مقامات بحسب الآيات وورودها ومواضيعها وهو لا يعلم - فهذا لا إثم عليه .
- وبدل البحث في هذه المقامات وتعلمها الأصل أن يتعلم المسلم أحكام التجويد على يد المختصين من العلماء في هذا المجال ، أو عند طريق الالتحاق بأحد المراكز القرآنية - حيث يبدأ بأخذ الدورة التمهيدية في التلاوة والتجويد ، ثم ينتقل إلى الدورة المتقدمة ، وثم ينتقل إلى الإجازة على يد مجيز بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وأفضل من يؤخذ عنه علم التجويد في هذه الزمان هو الدكتور : أيمن سويد ، فيمكن الرجوع إلى موقعه على الشبكة العنكبوتية وإلى كتبه والاستماع إليه من خلال مقاطع الفيديو - حيث يشرح علم التجويد بطريقة سهلة ميسرة ومحببة إلى النفس المسلمة .