ما هو حكم امرأة لم تقضي صيام رمضان منذ سنوات بدون عذر، وما نوع الكفارة الواجبة مال أم طعام؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
أولا : هي آثمة بتأخير قضاء ما فاتها عمدا بدون عذر ، وعليها التوبة النصوح والإنابة إلى الله تعالى ، والإكثار من النوافل .

ثانيا : عليها المبادرة إلى قضاء ما فاتها ، والقضاء يكون بالصيام ما دامت قادرة على الصيام وليس هناك عذر يمنعها منه ، وتجتهد في القضاء ما استطاعت وتحاول أن تنهي القضاء في أسرع وقت ممكن .

ولو قدر وتوفيت قبل إنهائه فيعتبر قضاء هذه الأيام دين في ذمتها ، وعلى ورثتها تحليلها منه ، إما بقضائها عنها وصيامها عنها كما أجاز ذلك بعض العلماء عملا بحديث ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) ، وإما أن يخرج من تركتها ومالها بدل إطعام مسكين عن كل يوم ماتت قبل أن تقضيه .

ثالثا : أما كفارة تركها القضاء لسنوات دون عذر حتى دخل عليها رمضان آخر ، فعند بعض العلماء يجب عليها إطعام مسكين عن كل يوم لم تقضه دون عذر إذا دخل عليها رمضان القابل ، ولا يتكرر الإطعام بتكرر السنوات التي مرت عليها قبل قضاء هذه الأيام .

يعني لو تركت قضاء أيام من رمضان بدون عذر حتى مر عليها أربع سنوات مثلا ثم أردات القضاء ، فيكون الواجب هو قضاء هذه الأيام مع إطعام مسكين عن كل يوم فقط ولا نقول إن عليها إطعام أربع مساكين عن كل يوم .

وهذه الكفارة لمن ترك القضاء دون عذر حتى دخل عليه رمضان القابل روي وجوبها عن الصحابة رضي الله عنهم كابن عمر وابن عباس ولم يعرف لهم مخالف .

وإخراج هذه الكفارة يكون بشراء طعام أو وجبة غداء للمسكين أو إعطاء هذه الكفارة للجمعيات التي تقوم على المساكين وإخبارهم ان هذا المبلغ بدل كفارة صيام ليخرجوه طعاما ، ولا تخرج هذه الكفارة غير طعام ، فلا تدفع مالا مباشرة للمسكين يتصرف بها كيفما شاء .

وأؤكد أخيرا أن هذه الكفارة ليست بديلا عن القضاء لمن تستطيع القضاء ، وإنما هي إضافة إلى القضاء ، تكفيرا عن ذنب تأخير القضاء حتى دخل رمضان القابل .

والله أعلم