أولا : هي آثمة بتأخير قضاء ما فاتها عمدا بدون عذر ، وعليها التوبة النصوح والإنابة إلى الله تعالى ، والإكثار من النوافل .
ثانيا : عليها المبادرة إلى قضاء ما فاتها ، والقضاء يكون بالصيام ما دامت قادرة على الصيام وليس هناك عذر يمنعها منه ، وتجتهد في القضاء ما استطاعت وتحاول أن تنهي القضاء في أسرع وقت ممكن .
ولو قدر وتوفيت قبل إنهائه فيعتبر قضاء هذه الأيام دين في ذمتها ، وعلى ورثتها تحليلها منه ، إما بقضائها عنها وصيامها عنها كما أجاز ذلك بعض العلماء عملا بحديث ( من مات وعليه صيام صام عنه وليه ) ، وإما أن يخرج من تركتها ومالها بدل إطعام مسكين عن كل يوم ماتت قبل أن تقضيه .
ثالثا : أما كفارة تركها القضاء لسنوات دون عذر حتى دخل عليها رمضان آخر ، فعند بعض العلماء يجب عليها إطعام مسكين عن كل يوم لم تقضه دون عذر إذا دخل عليها رمضان القابل ، ولا يتكرر الإطعام بتكرر السنوات التي مرت عليها قبل قضاء هذه الأيام .
يعني لو تركت قضاء أيام من رمضان بدون عذر حتى مر عليها أربع سنوات مثلا ثم أردات القضاء ، فيكون الواجب هو قضاء هذه الأيام مع إطعام مسكين عن كل يوم فقط ولا نقول إن عليها إطعام أربع مساكين عن كل يوم .
وهذه الكفارة لمن ترك القضاء دون عذر حتى دخل عليه رمضان القابل روي وجوبها عن الصحابة رضي الله عنهم كابن عمر وابن عباس ولم يعرف لهم مخالف .
وإخراج هذه الكفارة يكون بشراء طعام أو وجبة غداء للمسكين أو إعطاء هذه الكفارة للجمعيات التي تقوم على المساكين وإخبارهم ان هذا المبلغ بدل كفارة صيام ليخرجوه طعاما ، ولا تخرج هذه الكفارة غير طعام ، فلا تدفع مالا مباشرة للمسكين يتصرف بها كيفما شاء .
وأؤكد أخيرا أن هذه الكفارة ليست بديلا عن القضاء لمن تستطيع القضاء ، وإنما هي إضافة إلى القضاء ، تكفيرا عن ذنب تأخير القضاء حتى دخل رمضان القابل .
والله أعلم