ما هو حكم الغش في امتحانات التعليم الإلكتروني إذا كان مدرس المادة لا يعطيها حقها

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
الغش في الدين حرام بإجماع العلماء سواء كان بالاختبارات أو في الأمور الدنيوية الأخرى,
فلا يجوز الغش ,
- وليس مبرراً للغش أن معلم المادة لا يعطيها حقها من الشرح والتوضيح .


- وتقع المسؤولية في هذا الأمر على أولياء أمور الطلبة في تهاونهم بمراقبة أبنائهم ، أو محاولة مساعدتهم من خلال تقديم الاختبار عنهم !! مما أدى إلى تفشي ظاهرة التحايل والغش وأساليبه المختلفة بين أوساط الطلبة ، بل وصل الأمر عند بعض الطلبة وأولياء أمورهم للاستعانة بتجار الامتحانات الإلكترونية وأساتذة الدروس الخصوصية مقابل الأجر ،

- حتى أن بعض الطلبة قد لجأ إلى أساليب غريبة في الغش مثل برامج الحل الإلكترونية المصممة للغاية، وحيث مجموعات الحل على الواتس أب ، ومساعدة الطلبة بعضهم والبعض او حتى بالإجابة عن بعضهم البعض.

- وكل هذه الأمور لا يقرها الشرع ولا يجيزها، لأنها ستخرج لنا أجيال فاشلين لا يعلمون من العلم شيء !!

- فالهدف من التعليم المدرسي أو الجامعي هو صقل شخصية الطالب وزرع القيم التربوية والأخلاق النبيلة في نفسه ، فكيف يتوافق هذا الهدف من ظاهرة الغش ؟؟!!

- ثم أن ليس الهدف هو الحصول على الشهادة بمعدل مرتفع وتقدير ممتاز والمحصلة العلمية عند الطالب تكاد أن تكون صفراً ، فكيف سيكمل دراسته العليا ؟ وكيف يكون أداء عمله في الميدان بعد الحصول على وظيفة ؟؟

- فنحن أمة متميزة بأخلاقها ومراقبتها لله تعالى في القول والعمل والسر والعلن ، فأين الرقابة الذاتية على الطالب نفسه الذي يبحث عن الغش ؟؟ وأين الرقابة الأسرية كذلك ؟؟

- وأن ممارسة الغش من خلال التعليم عن بعد، يجعل من الغش قيمة إيجابية لدى الطلبة وهذا سيؤثر سلباً على تنشئتهم الاجتماعية ما يؤثر بالمطلق على تشكيل شخصية الطالب في المستقبل !!

- فالطالب الذي يترسخ في ذهنه وثقافته الغش منذ الصغر ستتواد لديه قناعة بأن المسلك الصحيح للحصول على مبتغاه في كل مناحي الحياة وشؤونها هو الغش ، مما يجعل ظاهرة الغش تصبح خاصية من خواص الذات، التي ستحدد مجرى حياته اجتماعياً وأخلاقياً وإنسانياً .

- ثم إن المثل الأعلى للطالب هو والديه - فإذا أقروه على الغش أو ساعدوه في ذلك - سيعزز في نفس الطالب أن مثله الأعلى غير سوي وأن فيه خلل - وأن هذا الطالب سيورث هذا العمل لأولاده مستقبلاً فيصبح عندنا مجتمع غشاش وينظر إلى الغش على أنه أمر عادي في الحياة !!!

-وعليه : الغش في الامتحانات حرام ومنكر كالغش في المعاملات وهو محرم بإجماع أهل العلم ، وقد يكون أكبر جرما من الغش في المعاملات، وهي من الأخلاق المذمومة التي يجب على المسلم أن يبتعد عنها . وذلك لأنه قد يحصل له وظيفة كبيرة بسبب هذا الغش - فيغش في وظيفته كما غش في اختباره وأخذ جهد غيره .

-فالغش محرم في الامتحانات في جميع الدروس؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من غشنا فليس منا) أخرجه مسلم .

- والغش يعتبر خيانة ،والله سبحانه وتعالى يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة الأنفال: آية 27]

- وإن الطالب الذي يجتاز الامتحان بغش ويحصل على شهادة، وبعدها يتولى مسؤولية،  ويصبح مؤتمناً على ما تولى، وكيف يصح له أن يتولى عملاً ويأخذ في مقابلة مالاً وهو إنما حصل عليه بالغش والحيلة وخداع الناس .
 
-فهذا الرزق الذي حصل عليه يعتبر حراما ويعتبر من الظلم الذي يظلم فيها الإنسان نفسه، وظلم لمجتمعه وظلم لأمته فالغش في الاختبارات أعظم من الغش في كثير من المعاملات. كما ذكرنا وجميعها حرام .

-
فالواجب على الطلبة في أي مادة أن لا يغشوا، وأن يجتهدوا في دراستهم وأن يبتعدوا عن الغش حتى ينجحوا نجاحًا شرعيًا عن جد وجدارة .

- فالطالب الذي يصدق في حياته ودراسته سيسر الله أمره كما قال الله تعالى :( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )سورة الطلاق آية :3-4

-ويقول الله تعالى:( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )[سورة الطلاق:4]

-فينبغي على الطالب الاجتهاد في طلب العلم بطرق شرعية ،وأن يحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم، وأن يحسن الظن بالله ويسأله التوفيق، في كل أمروه ، وأن لا يصاحب الغشاشين ولا يغتر بهم لأنهم قد ارتكبوا كبيرة من الكبائر وإثم عظيم وقد حصلوا على خطر عظيم .