ما هو حكم الشرع في الأواني التي بها بعض من الذهب والفضة..هل يجوز الأكل فيها ولماذا وما الحكمة من ذلك

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يجوز الأكل في أواني الذهب والفضة ولا الشرب فيها ، سواء كانت خالصة من ذهب أو فضة أو مطعمة بالذهب والفضة، يعني بعضها من الذهب والفضة.

والدليل على التحريم أحاديث منها :

- حديث حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا تشربوا في آنية الذهب ولا تأكلوا في صحافهما إنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة ) متفق عليه .

- وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله قال ( الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) ( متفق عليه ).

ويستثنى من ذلك إذا تم ترقيع أو تضبيب الإناء المكسور أو المحتاج إلى إصلاح بالفضة ، وهذا مشروط بأن تكون هناك حاجة إلى هذا الإصلاح حقيقة ولا يكون من باب الزينة وأن تكون الضبة ليست كثيرة بحيث تصبح غالبة على مادة الإناء .

والدليل على جواز التضبيب والترقيع بالفضة للإناء حديث أنس رضي الله عنه أن قدح النبي صلى عليه وسلم انكسر فاتخذ مكان الشَعب - يعني مكان الكسر- سلسلة من فضة ({واه البخاري).

أما الحكمة من تحريم الى لأكل والشرب في الآني المصنوعة من الذهب والفضة ، فقد ذكر العلماء لذلك عدة حكم منها :

1. إن في ذلك نوع من الكبر والخيلاء، فصاحب هذه الأواني سيدخله نوع من الكبر والغرور ومبالغة في المظهر ، وهي وإن لم يكن الآن موجوداً ولكنها قد تعين على ذلك .

2. إن في ذلك نوع من الإسراف في المظاهر .

3. إن في ذلك كسر لقلوب الفقراء، لما يرى هذه الأواني من الذهب والفضة تستخدم في الأكل والشرب وهو بالكاد يجد لقمة عيشه.

4. فيها حكمة اقتصادية وهي أن الله خلق الذهب والفضة أثماناُ في الأصل ليتبادل الناس فيها ، فتحويلها إلى آنية سيقلل من الذهب والفضة المستخدم في النقد وهو الفائدة الأساسية والمنفعة العظمى من هذا المعدن ويحوله إلى فائدة تحسينية كمالية ليس فيها كبير نفع سوى المباهاة والتفاخر ، وقلة النقد المعروض يؤدي إلى ارتفاع الأسعار .

والله أعلم