ما هو حكم الزواج من فتاة خلوقة وصاحبة دين لكنها مجهولة النسب

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٩ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
ما دامت ذات خلق ودين فيجوز الزواج بها، حتى ولو كانت مجهولة النسب ، فلا دخل لها بأن نسبها مجهول - فقد تكون ضاعت من أهلها عند صغرها ، أو تم سرقتها من أهلها وهي بمكان ماء كحديقة أو سفر أو حج أو عمرة - وحتى ولو كانت بنت زانية - فلا وزر عليها ولا ذنب لها في ما فعلت أمها ومن زنى بأمها مسبقاً .
 
- ولكن ينبغي على من يريد الزواج أن يأخذ بالوضابط والمزايا التي يجب توفرها في المرأة المخطوبة، وأهم هذه المزايا ‏وأعظمها أن يكون الدين متوفراً أولاً، فإن الدين هداية العقل والضمير، ثم تأتي لاحقا ‏الصفات التي يرغب فيها الإنسان بطبعه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة ‏لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". رواه الشيخان ‏وأصحاب السنن ما عدا الترمذي،

- ويؤكد الحديث على الزوجة الصالحة فيقول: "خير النساء من ‏تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظك غيبتك في نفسها ومالك ". رواه الطبراني ‏وغيره.
 
- حتى أن الفقهاء اختلفوا في وضع الكفاءة شرطًا في النكاح على رأيين:

- الرأي الأول :
قالوا أن الكفاءة لا دخل لها في شروط النكاح، فيصح النكاح ويلزم ولو انعدمت الكفاءة.

- والرأي الثاني : أن الكفاءة شرط معتبرٌ في النكاح، وهو ما عليه جمهور فقهاء المذاهب الأربعة.

-وقد استدل الجمهور على اشتراط الكفاءة عمومًا في النكاح بما رواه ابن ماجه والحاكم عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ».

-وعلى ذلك فإذا كانت هذه الفتاة على دين وصاحبة خلق كريم، فالأولى الزواج بها، ولا يضر كونها لقيطة أو مجهولة النسب . لأن المفاضلة عند الله عز وجل بالدين والتقوى دون الحسب والنسب.

- وأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ»، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟ قَالَ: «الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي الْمَنْبَتِ السُّوءِ» .

والمراد من الحديث النهي عن تزوج المرأة لمجرد الإعجاب بحسنها وجمالها دون النظر إلى دينها وخُلُقها .

- فإن اشتراط الكفاءة في النسب إنما يكون في الرجل لا المرأة؛ لأنه هو الذي يبتدئ التوجُّه إلى مَن يريد الزواج بها، فموافقته على عدم الكفاءة متحقق، أما المرأة فهي التي تحتاج للنظر في حال مَن يتقدم لخطبتها هل هو كفء لها أو لا.

-فالأولى من وجهة نظري هو النظر إلى موضوع النسب فهو من الأمور التي تنكح المرأة لأجلها ، فعليك أن تحرص أن تكون الفتاة معلومة النسب من بيئة كريمة معروفة بالصلاح وبعيدة عن ‏الانحرافات النفسية والسلوكية .

- فهي التي ستكون أماً لأولادك وعنها سيرثون كثيراً من المزايا والأخلاق والصفات ، وفي أحضانها يتكون ‏الطفل ويكتسب كثيراً من تقاليده وعاداته، ويتعرف على دينه، ويتعود السلوك ‏الاجتماعي، فإذا أهمل هذا المبدأ ربما تكون نتيجة الزواج مُرَّة، وتنتهي بنتائج ضارة مثل: ‏عدم استقرار الزوج وأولاده ، وربما الطلاق لاحقا .

-وعليه : نقول ما دمت قادراً على نكاح غيرها فالأفضل أن تبحث عن غيرها وذلك انطلاقاً من جعل النبي صلى الله عليه وسلم "الحسب" سبباً من الأسباب التي تنكح لها المرأة .

- ويجب أن تعلم أنه لا يلزم من كونها مجهولة النسب أن تكون سيئة المنبت، فقد تكون تربيتها حسنة، وعلى كل حال:
فالأولى أن ينكح مجهولة ‏النسب من هو مثلها، لأن الحسب يتفاوت أهله في الشرف، ولكن من لا نسب معروفاً لها ‏لا تدخل في شيء من ذلك. 

- ثم لا بد من التنبيه إلى أمر وهو نظرة المجتمع إلى هذا الزواج!! - فرحم الله إمرءٌ جب الغيبة عن نفسه - ثم يجب النظر إلى بناتك في المستقبل من هذه المرأة المجهولة النسب فقد يكون هذا الأمر عائقاً لهن من الزواج .

- ولذلك دائماً نقول " ليس الزواج بين شخصين إثنين فقط ، إنما الزواج علاقة أسرية تجتمع فيها أسرتين من قبيلتين ويكون بينهما أولاد وأنساب ومصاهرة وعلاقة دائمة إلى نهاية الحياة !! فلا بد من أخذ هذه الأمور جميعها بعين الإعتبار عند الزواج ، ولا يفكر الشخص المقبل على الزواج في نفسه فقط ، أو في إشباع رغباته ، فالزواج أكبر من الرغبات والشهوات" .