ما هو حكم الزاني غير المحصن الذي لم يقام عليه الحد وكيف سيعاقبه الله تعالى في الدنيا والآخرة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إذا تاب هذا الزاني توبة نصوح فإنه يكون محسناً مؤمناً ويرجى ألا يعاقبه على ذلك ويغفر له ولا يحاسبه عليه، أما إذا لم يتب من معصيته وبقي مصراً عليها فإنه فاسق واقع في كبيرة من الكبائر، وعقابه إلى الله فقد يبتليه بالفضحة في الدنيا والعذاب في الآخرة.

فحكمه وعقابه في الدنيا والآخرة يعتمد على توبته من عدمها.


لأن تطبيق الحد على الزاني ليس شرطاً في توبته، بل الأفضل والمستحب أن يستر الزاني على نفسه ولا يفضحها ويتوب فيما بينه وبين الله فهذا أفضل من الإعلان بهذه المعصية بحيث يصبح الناس يتكلمون فيها.

لذلك لما جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه زنا أعرض عنه رسول الله ملمحاً له أن يتوب فيما بينه وبين الله، حتى شهد على نفسه أربع شهادات فأقام رسول الله عليه وسلم الحد.

وكذلك فعل مع المرأة الجهنية التي جاءت إليه معترفة بالزنا حيث حضها أولاً على التوبة حتى شهدت بحملها من الزنا.

وروي أن رسول الله قال (أيها الناسُ قد آنَ لكم أن تنتهوا عن حدود اللهِ، من أصاب من هذه القاذوراتِ شيئًا فلْيَسْتَتِرْ بسِتْرِ اللهِ وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يُبْدِ لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ) (رواه الحاكم).

والواجب على هذا الزاني أن يصلح فيما بينه وبين الله ويكثر من الحسنات والأعمال الصالحة فهذا كفيل مه توبته النصوح التي يجمع فيها بين الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة أن يسقط عنه المؤاخذة بالذنب في الدنيا والآخرة إن شاء الله لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وروى مسلم عن ابن مسعود قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني وجدت امرأة في بستان، ففعلت بها كل شيء، غير أني لم أجامعها، قبلتها ولزمتها، ولم أفعل غير ذلك، فافعل بي ما شئت. فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه، لو ستر على نفسه. فأتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال: " ردوه علي ". فردوه عليه، فقرأ عليه: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) فقال معاذ، وفي رواية عمر: يا رسول الله، أله وحده، أم للناس كافة؟ فقال: " بل للناس كافة ".

أما من إذا لم يتب الزاني من الزنا وبقي مصراً مستهتراً بمعصيته فإنه معرض لعقوبة الله في الدنيا والآخرة وذلك بحسب إرادة الله فيه.

وقد جاء في عذاب الزناة يوم القيامة ما أخبره به النبي عليه الصلاة والسلام فيما رآه في منامه، حين أتاه ملكان: (فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا..) ثم لما سأل عن ذلك قيل له (وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي). (رواه البخاري).

وقد يكون لهم أنوع أخرى من العذاب نسأل الله العافية. 
والله أعلم