ما هو حكم الاعتراف بالحب في الإسلام

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الاعتراف بالحب مطلوب ومستحسن ، ولكن ليس حب شاب لفتاة ! بل حب رجلٍ مسلمٍ لآخر ، فكما ورد في الحديث الشريف : فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -  أنَّ رجلًا كان عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فمر به رجلٌ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني لأحبّ هذا . فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أعلمتَه ؟ قال : لا ! قال : أعلِمه قال : فلحقه، فقال : إني أحبُّك في اللهِ، فقال : أحبَّك الذي أحببتَني له ) أخرجه أبو داود وأحمد والنسائي وحسنه الألباني

- وهنا لا بد من التفصيل في هذا الموضوع :
1- فإذا كان الحب مما لا يستطيع القلب ردّه ولا دخل للإنسان فيه فهذا النّوع من الحب لا يأثم به المُسلم لأنّه خارج عن إرادته شرط أن يكون في دائرة المباح كحب زوجة أكثر من غيرها ، او حب ابناً أو بنتاً أكثرمن أخواتها ، وقد كان النّبي -صلّى الله عليه وسلّم - يطلب من ربّه أن يُسامحه على ميل القلب الذي لا يملكه الإنسان، فقد رُوِي عن السّيدة عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- يُقسّم فيعدل، ويقول: (اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ).

2- أما إذا كان الحب من قلب مُختارًا مُريدًا لفعل الحُب: وهو ما تنطلق فيه الجوارح بما تشاء من كلامٍ وغزل ومُراسلات مُحرّمة، وأحيانًا اختلاط وخُلوة، ممّا يُدمّر البيوت ويُفسد المُجتمعات، ويُسبّب العداوة والبغضاء فيما بين النّاس. ولعل هذا الذي يقصده أكثر الشّباب في أسئلتهم، ( وحكم هذا الحب حرامٌ آثمٌ فاعله ) سواءً كان باللّقاء المباشر، أم بالاتّصال عبر الهاتف، أم بوسائل التّواصل المُعاصرة كالفيسبوك والواتساب وغيرها من مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
 
- والأدلة على هذا التحريم كثيرة منها :
أولاً :
قول الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) سورة النور 30 .
- فهل يعقل أن يأمرنا الله تعالى بغض البصر ويكون الحب حلال؟؟!! الذي يأتي من إطلاق البصر !!

ثانياً : قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ) رواه مسلم .
- فقد رتب الحديث أن النظر طريق للزنا ، بل هو الزنا بحد ذاته إذا صدقه الفرج ، والزنا حرام وكل مقدمات الزنا حرام ، والقاعدة الأصولية تقول : ( كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام )

ثالثاً : قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه النّاس) رواه مسلم
- فأي شاب أو فتاة يحبون بعضهم البعض يكرهون ولا يحبون أن يعرف الناس وخاصة أهلهم أنهم يحبون بعضهم البعض - وهذا هو الأثم الذي حدده الحديث الشريف وهو حرام شرعاً .

- وأعلم أخي الكريم وأختي الكريمة : أن أي علاقة بين شاب وفتاة دون إطارها الشرعي فهي محرمة وغير مقبولة ويأثم من يفعلها، وقد ثبت أن كثير من حالات الطلاق التي تقع هي من أزواج كانت لهم علاقات حب قبل الزواج - وهذا ليس كلامي ولكن هو كلام قضاة في المحاكم الشرعية - وحتى تتأكد من ذلك يمكنك مراجعة المحاكم الشرعية وسؤالهم عن هذه الجزئية .

- فالزواج التقليدي الذي يتم من غير علاقات سابقة بين الزوجين هو الزواج الناجح والمستمر بعد الزواج .

-ومسألة الحب ليس المقصود بها هذه الكلمة بالتحديد ، إنما تأتي بالتوافق بين الخاطبين في كثير من الأمور المشتركة في نظرتهم للحياة وللزواج وللتربية وغرضهم من الزواج ولا ننسى التوافق في السن والحالة الاجتماعية والمادية والدينية والجمالية والثقافية وغير ذلك ، فإذا تم الزواج وارتاحت الروح لشريك الحياة فإن الحب سيأتي وسبقي أبدياً بين الزوجين ، ولهذا نجد التعبير القرآني قال ( وجعل بينهما مودة ورحمة ) ولم يقل وجعل بينهما (محبة ورحمة ) لأتدرون لماذا ؟ لأن الحب يزول بينما المودة والرحمة تبقى حتى نهاية العمر !! 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة