الحديث صحيح : وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن على الله عهدا لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا وما طينة الخبال قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار ) رواه مسلم
- وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم معنى : ( طيلة الخبال ) وهي : عرق وصديد وعصارة وقيح أهل النار .
- وفي هذا الحديث تأكيد على تحريم المسكر سواء كان خمراً أو نبيذاً أو أي شئ يسكر العقل .
- فالخمر هي أم الخبائث ، لأنها يذهب العقل كلياً !!! فالله تعالى حرمها كرامة للإنسان وحفظاً لعقله من الضياع ، فمن مقاصد التشريع الإسلامي حفظ العقل - بحيث حرم الله كل ما يضر بالعقل من المسكرات والمفترات والمخدرات .
- ويستفاد من الحديث :
1- أن الخمر محرمة يجبعلى المسلم أن يحذر من شربها .
2- أن الله تعالى كرم الإنسان بالعقل وجعله مناط التكليف - ولذلك اسقط التكليف عن المجنون والمعتوه - .
3- مقاصد الشريعة الإسلامية هي : ( حفظ الدين ، والعقل ، والعرض ، والمال ، والنفس )
4- من شرب خمر الدنيا حرم الله تعالى عليه خمر الآخرة ( الجنة ) .
5- أن الخمر لا فائدة فيه ، بل يذهب بعقل الإنسان وقوته ومناعته الصحية والعقلية!!
- والخمر من الكبائر التي رتب الشرع عليها حد في الدنيا وهو ( 40 ) جلدة عند الشافعية و( 80 ) جلدة الحنفية والمالكية ، كذلك رتب على شاربها الوعيد في الآخرة ، قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).[المائدة: 90-91] .
- وشارب الخمر لا تقبل صلاته !! لقوله صلى الله عليه وسلم. ( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه. فإن عاد لم يقبل الله صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه.فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال ) أي: صديد أهل النار. [أخرجه الترمذي بسند حسن. ومثله عند أبي داود والنسائي].
- وباب التوبة مفتوح لشارب الخمر بشروط التوبة المقبولة وهي :
1- النية الصادقة والخالصة لوجه الله في التوبة .
2- الإقلاع عن الذنب .
3- الندم على فعل المعصية .
4- العزم الأكيد على عدم الرجوع للمعصية مستقبلاً .
5- العمل الصالح الذي يدل على صدق التوبة .