ما هو ثواب الزوجة التي قبلت بخدمة أهل زوجها من باب الاحترام

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٧ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
عليك أن تعلمي أن خدمة أهل زوجك أو إخوانه أو أخواته غير واجبة عليك شرعاً، وإنما يكون تطوعا وكرما منك  فالعقد الذي تم بينكما يثبت للزوج وحده حق طاعة الزوج بغير معصية من الله تعالى  .

- أما إذا تبرعت اختياريا منك بخدمة أهل زوجك كوالده مثلاً أو والدته أو كلاهما أو أحد إخوته الكبار أو أخواته - فهذا يدل على طيب معدنك ولك أجر كبير وعظيم عند الله تعالى، كما يعتبر إحتراماً وتقديراً وبراً بزوجك .

- وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
هل لأم الزوج حق على الزوجة ؟ .
فأجاب :
لا ،
أم الزوج ليس لها حق واجب على الزوجة بالنسبة للخدمة ؛ لكن لها حق مِن المعروف ، والإحسان ، وهذا مما يجلب مودة الزوج لزوجته ، أن تراعي أمه في مصالحها ، وتخدمها في الأمر اليسير ، وأن تزورها من حين لآخر ، وأن تستشيرها في بعض الأمور ، وأما وجوب الخدمة : فلا تجب ؛ لأن المعاشرة بالمعروف تكون بين الزوج والزوجة .

-وعلى الزوج أن يتفهم هذا الأمر وهذا الحكم ولا يربط علاقته بزوجته بخدمتها لأهله!! فتلك قسمة ضيزى !!!!

- وأن يكون حكيماً في التعامل بين زوجته وبين أهله يسعى إلى التوافق والترابط والمحبة بينهما ما أمكنه ذلك .

- وقد تختلف الخدمة حسب السكن :
فإذا كان أهل الزوج يسكنون في مكان بعيد فتكون الخدمة بسيطة - يعني قد تكون في الأسبوع مرة أو الشهر مرة تذهب زوجة الإبن وتغسل لهم وتنظف عليهم هي وزوجات الآخرين من أبناءه وكذلك أخواتهم فيتفقون على أنه لكل شخص منهم يوماً في الأسبوع أو في الشهر .

أما إذا كانوا الأهل ( الوالدين) يسكنون مع الإبن في نفس البيت - فالزوجة ليست مجبرة في خدمتهما إلأ بالمعروف .

-
وإذا وجدت الزوجة الحب والاهتمام من زوجها أنا متأكد أنها ستخدمهم بكل حب ورضى .
- وعلى الزوج أن يعلم أن من أهم أسباب استقامة الحياة ، ودوام المعروف ، وحسن العشرة بين الزوجين : أن تشعر الزوجة أنها شريكة لزوجها ، أنها زوجة ، كما أنه زوج ، وليست أمة عند سيد وأهله !!
 
- فطاعة والد الزوج غير واجبة على الزوجة لأن طاعة الزوجة واجبة لزوجها فقط ، ولكن لها أن تطيعه بالمعروف وليس قهرا ، ولها أن تخدمه بالمعروف وعن طيب نفس منها لا قهرا!!!. - وعلى أهل الزوجين أن لا يتدخلوا في حياة أولادهما الزوجية إلا إذا كان هذا التدخل شرعي وفيه مصلحة لكليهما .

-حتى خدمة الزوج فهو أمر مختلف فيه بين الفقهاء :
1- قال جمهور أهل العلم من ( الشافعية والحنابلة وبعض المالكية ) : أن خدمة الزوج لا تجب على الزوجة لكن الأولى لها فعل ما جرت العادة به في مجتمعها .

2- أما الحنفية
: فقالوا بوجوب خدمة المرأة لزوجها ديانةً لا قضاءً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قَسَّم الأعمال بين علي وفاطمة رضي الله عنهما ، فجعل عمل الداخل على فاطمة ، وعمل الخارج على علي ، ولهذا فلا يجوز للزوجة - عندهم - أن تأخذ من زوجها أجرا من أجل خدمتها له .

3- أما جمهور المالكية وأبو ثور ، فقالوا
: أن على المرأة خدمة زوجها في الأعمال الباطنة التي جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها ؛ لقصة علي وفاطمة رضي الله عنها ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قضى على ابنته فاطمة بخدمة البيت ، وعلى علي بما كان خارج البيت من الأعمال ، ولحديث : ( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها [حقها] أن تفعل ) . قال الجوزجاني : فهذه طاعته فيما لا منفعة فيه فكيف بمؤنة معاشه .

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وتجب خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله ، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال ، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية ، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة .