ما هو تفسير سورة الفجر بصورة عامة

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٧ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هذه السورة العظيمة هي سورة مكية عند أكثر العلماء وقد اشتملت على مواضيع  مهمة  نمر عليها بشكل عام :
1. أولا اسم السورة ( الفجر ) له مغزاه وحكمته ، لأن السورة تناولت موضوع إهلاك الله للظالمين  وقدرته عليهم ، وهذا فيه تسلية للمظلومين المستضعفين أن بعد هذا الظلم والليل فجرا سيشرق بإذن الله وقدرته ، وسنن الله الكونية تشهد بذلك ، فعنوان السورة بحد ذاته تسلية للمظلومين .
2. بدأت السورة بإقسام الله ببعض مخلوقاته ، والله سبحانه يقسم بما شاء من مخلوقاته ، والقسم له دلالة على تأكيد ما بعده من كلام حتى لا يتطرق لسامعه الشك أو الريب ويزول ما قد يعتمل قلبه من وساوس ، فأقسم سبحانه بالفجر ، والليالي العشر وأكثر المفسرين أنها ليالي العشر من ذي الحجة ، والشفع وهي المخلوقات ، والوتر وهو الله ذاته ، والليل ، ثم عظم الله هذا القسم بأن فيه عبرة لذي حجر يعني عقل .
3. أما المقسم والمحلوف عليه الأول فهو : سنة الله في إهلاك الظالمين المتمردين على أمر الله والمضطهدين لعباده الموحدين ، مثل عاد وثمود وفرعون وجنده ، ثم يقرر سبحانه هذه القاعدة والسنة في نصر المظلومين بقوله ( إن ربك لمرصاد ).
4. وبعد أن تكلمت السورة عن ظلم الإنسان لعباد الله وخروجه عن امر الله ، تكلمت عن ظلمه لنفسه ، بظنه أن مدار الإكرام والمنزلة عند الله على أساس ما يناله في هذه الدنيا من مال وجاه ، فتجده يفرح ويبطر عند النعمة ويعتقد أنه بلغ المنزلة العظمى ، وإذا حرمه الله من متاع هذه الدنيا تذمر ويئس ، وهذا الاعتقاد سبب من أسباب كبر الإنسان وطغيانه.
ثم ذكر الله الإنسان بحقيقة نفسه وأنه ظلوم جهول بخيل ، وذكرهم ببعض معاصيهم وسوء اخلاقهم التي كانت منتشرة في الجاهلية وما زالت موجودة كعدم إكرام اليتيم  وعدم إطعام المسكين  وأكل الميراث ، وحب المال حبا جما .

ويمكن القول إن الجزء الأول حديث عن الظلم الديني والجزء الثاني من السورة حديث عن الظلم الاجتماعي .

4. ثم ختمت السورة بذكر حقيقة هذه الدنيا  وأنها دار ابتلاء ، وأن وراءها دار هي دار الجزاء وفيها تظهر الحقائق ، فيندم المفرط الظالم على ما فرط (يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) ، ويفرح المحسن المؤمن الذي أطاع ربه ووحده وأحسن إلى عباده فيقال لها ( فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .

والله أعلم