ما هو تفسير الآية "و أما بنعمة ربك فحدث " ؟

يقول الله - تعالى - في سورة الضحى وفي آخر أية " وأما بنعمة ربِّك فحدِّث " فما المقصود بهذه الآية؟

أخي العزيز:
إن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده ويجب على العبد المسلم أن لا يخفي نعم الله عز وجل.
أما عن تفسير آية وأما بنعمة ربك فحدث أي يجب على العبد المسلم أن يحدث غيره بنعمة الله التي أنعمها عليه ويشكره عز وجل على ذلك فيقول مثلا الحمد لله رب العالمين قد رزقني الله بمولود جديد أو بعمل جيد أو قد رزقت في تجارتي هذه بمال وفير وأن لا يكتم ذلك.

وردت هذه الآية في آخر سورة الضحى، وهي سورة تحدثت في بعض اياتها عن نعم الله جل وعلا على رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، حيث قال ب القسم ب(والضحى والليل اذا سجى) وهي اقسام باوقات يقسم بها الله كما يشاء في كتابه:" ما ودعك ربك وما قلى" اي لم يتركك ابدا منذ اختارك ولو للحظة وبقيت في حفظه جل جلاله، ولم يبغضك بل احبك بعد ان رعاك.ثم قال:" وللآخرة خير لك من الاولى" اي يا محمد الآخرة هي دار الفوز فاجعل تجارتك فيها وازهد في الدنيا، ثم وعده:" ولسوف يعطيك ربك فترضى". اي سوف تاخذ ما يرضيك من الله وعطاء الله لا ينضب.

ثم قال:" ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضآلا فهدى ووجدك عائلا فأغنى" فأنت يا محمد كنت يتيم الابوين والله آواك ورعاك بدلا منهما وهو خير منهما ووجدك وانت تتعبد في الغار تبحث عن خالق للكون فهداك للدين القويم.ووجدك فقيرا فاغناك من فضله؟ ثم امره بعدم قهر اليتيم فهو ضعيف وبعدم نهر السائل وزجره والاغلاظ له بالقول هو محروم والله نجاك منها  وهذه كلها نعم عليك.

وهذا كله من فضل الله عليك يا محمد فتحدث به واخبره للناس واخبرهم ايضا بالنعمة الاكبر وهو هذا الدين العظيم كي يتفيؤوا ظلاله ويكونوا من الناجين يوم القيامة.

وكل آية ونعمة ذكرت هنا لمحمد ايضا مطلوبة من أتباعه، فالكل مطلوب ان يتحدث بنعم الله عليه مع نفسه فيشكر الله ويؤمن به، وستحدث بها مع الناس فيتبعون دين الحق والنعم والنجاة .

قالخطاب للجميع وليس فقط مقتصرا على محمد عليه الصلاة والسلام.