ما هو تأثير أعمال الكاتبة فيرجينيا وولف في الأدب النسائي العالمي

"إن النساء لكي يكتبن بحاجة إلى دخل ماديّ خاص بهن، وإلى غرفة مستقلّة ينعزلن فيها للكتابة". فرجينيا وولف

تعد فرجينيا وولف من الرائدات في تغيير طريق الكثير من كاتبات المستقبل، وتغيير نظرة العالم إلى إبداعهن من خلال كتاباتها ومؤلفاتها النسوية في العالم.

كتبت فرجينيا رسالة إلى مجلة "نيو ستيتسمان" التي نشرت تحت عنوان "حالة النساء الفكرية حيث قالت وولف في هذه الرسالة: "ما تحتاجه النساء ليس التعليم فقط، إذ ينبغي أن تتمتع النساء بحرية التجربة وأن يختلفن عن الرجال بدون خوف ويعبرن عن اختلافاتهن بحرية التجربة، كما ينبغي تشجيع النشاط الفكري بما يعزز دائما وجود نساء يفكرن ويبتكرن ويتخيلن ويبدعن بحرية مثلما يفعل الرجال وبدون خشية من السخرية منهن والعطف عليهن".

فبرسالتها هذه حث للنساء على طلب حريتهن وطلب من الرجال أن يحترموا ويأيدوا هذه الحرية لتخرج المرأة كل ما لديها من إبداع وخيال.

وقالت وولف في مؤلفها الرئيسي الذي جاء بعنوان "غرفة تخص المرء وحده" –المأخوذ منه الاقتباس الأول في هذا الموضوع- إلى أن:" قيم النساء تختلف عن القيم التي صنعها الرجال، وتنبأت بأن النساء سيواصلن الإضافة إلى التقاليد والأنواع الأدبية."

وأصبح مؤلف وولف هذا العمل الأكثر تأثيراً في النسوية الأدبية، وفتحت عيون العالم وكان لها كبير التأثير في الدراسات النسوية، وشاعت الاقتباسات من أعمالها للدرجة التي ساوت فيها اقتباسات شكسبير في معرفة العالم لأعمالها واقتباساتها.

وأصبحت أفكار وأعمال فرجينا مما أدى لإعادة النظر في التاريخ الأدبي والنسوي وأصبحت النساء بعدها يتمتعن بحرية أكبر من ذي قبل وأصبحن يطالبن بحرية الكتابة بشكل أكبر وبخطى واثقة، تقول فرجينا: "يتعين الآن على النساء وهن يمارسن الكتابة ألا يحاولن تكييف أنفسهن للمعايير الأدبية السائدة وهي معايير ذكورية في الغالب وإنما عليهن خلق معايير خاصة بهن ويتعين عليهن إعادة خلق اللغة لكي تصبح أكثر مرونة وقابلية على الاستخدام المرهف".

وأصبحت أعمالها وخاصة "غرفة تخص المرء وحده" إحدى أهم الأعمال الملهمة في عالم الأدب النسوي، فكانت الأساس الأول لتطوير الدراسات النظرية حول كتابة تاريخ النساء، ولا يكف النقاد عن نقدها وتأويل معانيها.