ما هو الماء الروحاني وهل له أصل في الدين

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 المقصود بالماء الروحاني : هو الماء الذي يقرأ عليه القرآن الكريم أو آيات الرقية الشرعية بنية شفاء المريض أو المعيون والمحسود أو المسحور أو الممسوس من الجن .

- وقد أجمع العلماء على جواز القراءة على الماء بنية الشفا بثلاثة شروط هي :
الشرط الأول : أن تكون الرقية بكلام الله تعالى أو كلام رسوله أو الأدعية المشروعة .
الشرط الثاني : أن تكون بلسان عربي أو بما يعرف معناه في الأدعية والأذكار .
الشرط الثالث : أن يعتقد الراقي والمريض أن هذا سبب لا تأثير له إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى.

- وكيفية القراءة :
تكون بالقراءة والنفث على المريض ، سواء كان يرقي نفسه أو يرقيه غيره . ومنها قراءة القرآن في الماء للمريض وشربه إياه ، كما في كتاب الطب من (سنن أبي داود ) بسند جيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس ، قال أحمد : وهو مريض . فقال : "اكشف البأس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس" ، ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه  فهذا هو المروي في القراءة في الماء وشرب المريض له ...

- وقال الإمام ابن القيم رحمه الله : " ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه"
- وقال رحمه الله : " في كتاب لعسر الولادة : قال الخلال : حدثني عبد الله بن أحمد : قال رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض ، أو شيء نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين : (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ) [سورة الأحقاف : 35 ] (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) [ سورة النازعات : 46 ] .
 
- وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وذكر بن بطال أن في كتب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقوافل ، ثم يحسو منه ثلاث حسوات ، ثم يغتسل به ؛ فإنه يذهب عنه كل ما به ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله .

-وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " أما كون القرآن يكتب في إناء ويصب عليه الماء ثم يروج ويشربه الإنسان فهذا فعله السلف رحمهم الله، يكتبون في إناء للزعفران آية الكرسي، المعوذات وشيئاً من القرآن ثم يصب عليه الماء ، ويروج هكذا باليد أو بتحريك الإناء، ثم يشربه الإنسان فهذا فعله السلف ، وهو مجرب عند الناس، ونافع بإذن الله "

- وعليه : 
ومن خلال فعل السلف السابق يتبين لنا أن هناك أصل للقراءة على الماء وشرب المريض أو المسحور أو المحسود منه والاغتسال به أيضاً ، وأنه ينفع بالعلاج بإذن الله تعالى.

- ولا ننسى كذلك ماء زمزم الذي يعتبر من أفضل أنواع المياه في العالم!! فكما ثبت علميا أن ماء زمزم يختلف عن جميع أنواع المياه في العالم وانه يحوي تركيبات ربانية خصه الله تعالى بها ولم يتوصل أحد الى سرها رغم معرفة مكوناته.

- وماء زمزم غذاء كامل للجسم ، كما أن شربه سبب في الشفاء من المرض ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له فان شربته تشتفي به شفاك الله وان شربته مستعيذا اعاذك الله وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله ) (رواه الحاكم وصححه).

- وعن ابي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " زمزم طعام طعم وشفاء سقم" (رواه البزار)

-  ومما يدل على أن ماء زمزم يغني عن الطعام قصة إسلام الصحابي أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - عندما دخل مكة متخفياً من قريش يبحث عن الإسلام :  فيقول الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه): ( لقد لبثت ثلاثين بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم؛ فسمنت حتى تكسرت عُكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع ) رواه مسلم .