ما هو الفرق بين وساوس النفس الأمارة بالسوء ووساوس الشيطان؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
أولا : هناك ثلاثة أمور وردت الشريعة أنها توسوس للإنسان بالشر وعليه الحذر منها :

1. النفس : قال تعالى " ولقد خلقنا الإنسان وتعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " ( ق ،  16 ) 
وجاء في الدعاء الذي هو من أذكار الصباح والمساء "  اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه " .

2. الشيطان : كما قال الله عنه في حق آدم " فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " ( طه ، 120 ) .

3.الإنس : كما قال تعالى في سورة الناس " الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس " .

ثانيا: أما كيفية التمييز بين وسوسة النفس وسوسة الشيطان فالأصل في ذلك أن النفس تطلب من صاحبها ما فيه شهوة لها وتحقيق هواها فوسوستها في الغالب في باب تحقيق شهواتها ، أما وسوسة الشيطان فهي في الإضلال بشكل عام سواء كانت في باب الشهوات أو الشبهات ، فغاية الشيطان الإضلال والغواية في الأصل من أي باب جاءت ،وغاية النفس تحقيق مصلحتها وشهوتها من أي جهة جاءت .

ويمكننا توضيح هذا الفرق في النقاط التالية :

1. وسوسة النفس أساسها تحقيق شهوتها وملذاتها وقد يكون مبدئها بالحلال وهذا لا محذور فيه ، ولكن المحذور هو في الاسترسال معها  فالمعصية تأتي تبعاً ، أما وسوسة الشيطان فأساسها وغايتها المعصية والضلال وتحقيق شهوة النفس وسيلة إلى ذلك ، فشهوة النفس في وسوسة النفس غاية بينما هي في وسوسة الشيطان وسيلة .

2. بناء على النقطة السابقة ، فالنفس توسوس بلذة أو معصية معينة لأن مصلحتها فيها وليس غايتها الانتقال من معصية لأخرى ، أما وسوسة الشيطان فهي تركز على الغواية فتجدها سريعة الانتقال من معصية لأخرى إذا لم يجد استجابة للنفس معها فلا تركز مع معصية معينة بقدر تركيزها على الانتقال بين المعاصي .

3. وسوسة الشيطان تنقطع في الغالب بالاستعاذة وذكر الله لذهاب سببها وهو الشيطان، بينما وسوسة النفس تحتاج إلى مجاهدة شهوات النفس وعدم الانجرار وراءها .

4. وسوسة النفس تركز أكثر على باب الشهوات ،وسوسة الشيطان تشمل باب الشبهات والشهوات .

قال ابن تيمية رحمه الله "  وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان فقال: ما كَرِهَتْه نفسُك لنفسك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه، وما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه " .

والله أعلم