تتحمل هذه المصطلحات الثلاث العديد من المعاني التي تختلف باختلاف الحقل المستخدمة فيه، فالاستخدام اليومي لهذه الكلمات يتغير من مجال لآخر والإجابة التي سأطرحها اليوم هي ما تعنيه هذه الثلاثة مصطلحات في علم النفس :
أولاً : الفهم :
هي عملية من العمليات العقلية والتي يمكن اعتبارها المستوى الاعلى الذي يلي الادراك، فالفهم الذي نمتلكه لظاهرة ما او موقف ما او معرفة معينة يعتمد على مدى إدراكنا لها، وينظر توماس اديسون الى الفهم على أنه مزيج بين الكلمتين under و stand والتي تشكل (understanding) وتعني الفهم، وباللغة الانجليزية وجود الشخص تحت او under امر ما يعني انه يمتلك معرفة وتمكن كامل مما يعنيه هذا الامر.
ثانياً :
الإدراك :
تعقيباً على النقطة الأولى بأن الفهم هو المرحلة التالية للإدراك يمكننا القول بأن الإدراك هو امتلاك الفرد على استيعاب كل ما تلتقطه الحواس من حوله، ولا يقتصر هذا على المثيرات فقط كالاصوات والصور والتحسس، بل على دلالات الرموز والبدائل أيضاً، وإدراكنا لها هو ما يساعدنا على تكوين المفاهيم التي تشرحها كما ذكرت في النقطة أعلاه والتي تختلف من شخص لآخر تبعاً لاتجاهاته وميوله وبنائه المعرفي .
ثالثاً : الوعي :
يعد مصطلح الوعي من المصطلحات التي يختلف الكثير في استخدامها، ففي الحياة اليومية قد تجد من يصف فلان بأنه إنسان واعي، ومن هذه الجملة تلقائياً سيتوارد إلى ذهنك أنه واعٍ أي بمعنى أنه ناضج عقلياً وحكيم وعقلاني ... إلخ .
لكن إذا تطرقنا إلى علوم النفس نجد أن كلمة الوعي أو الشخص الواعي هو الشخص الذي يمتلكه ما يمكنه من الاتصال بالاخرين والتعامل معهم وقادر على استقبال الحقائق من البيئة المحيطة به وأنه لا يعاني من أمور قد تؤثر على درجة الوعي لتي يتمتع بها كالاضطرابات العقلية او الهذيان وغيرها .