ما هو العهد الذي أخذه سيدنا سليمان عليه السلام على الجن وأين كان ينفيهم؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لا يوجد أي عهد كان بين سيدنا سليمان وبين الجن ولم يثبت ذلك، وأن كل ما يتداوله البعض هو من الخرافات وهي ادعاء وأكاذيب على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام،

- وإن قصد السائل عن قول يا معشر الجن أناشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان بن داود إن لا تظهروا لنا ولا تؤذونا "

فهذا قول مشهور عند كثير من الناس وبعض الرقاة بأن يقال عند القراءة على الشخص المسحور.
وهذا حيث ضعيف ولا يصح ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
 
فإن نبي الله سليمان عليه السلام لا يمكن أن يأخذ عهدا إلا بحقه، وإن تك تلك العهود ليس لها أساس من الصحة.

- وفي سنن أبو داود في (5260)، وسنن الترمذي في (1485)، سنن النسائي في عمل اليوم والليلة
 وفي مصنف ابن أبي شيبة (19914)، وأيضا في المعجم الكبير للطبراني (7/79)، والبيهقي في "الآداب" (364)، جميعا من طريق ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ، فَقَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ، فَقُولُوا: أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ نُوحٌ، أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ سُلَيْمَانُ، أَنْ لَا تُؤْذُونَا!! فَإِنْ عُدْنَ، فَاقْتُلُوهُنَّ) ".

فهذا الحديث ضعيف وقد ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (1508)
كما أن الحديث إسناده ضعيف، لأن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كان فيه سيء الحفظ، فقد قال الإمام أحمد أن أبي ليلى كان سيء الحفظ، مضطرب الحديث، كما قال أيضا ابن حبان في "المجروحين" (2/244):" كَانَ رَدِيء الْحِفْظ كثير الْوَهم فَاحش الْخَطَأ، يروي الشَّيْء على التَّوَهُّم، وَيحدث على الحسبان، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته، فَاسْتحقَّ التّرْك؛ تَركه أَحْمد بن حنبل وَيحيى بن معِين

 أما أين كان ينفي سيدنا سليمان الجن:

فمن المعروف بأن سيدنا سليمان عليه السلام كان يرى ويخاطب الجن، فكان يجازي المحسن منهم بإحسانه ويعاقب المسيء منهم،

يقول المفسر ابن كثير تفسيره: وقوله: "وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ"

أي أن منهم من هو مستعمل في الأبنية الهائلة من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات إلى غير ذلك من الأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها البشر وطائفة غواصون في البحار يستخرجون مما فيها من اللآلئ والجواهر والأشياء النفيسة التي لا توجد إلا فيها وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ أي: موثقون في الأغلال والأكبال ممن قد تَمَرّد وعصى وامتنع من العمل وأبى أو قد أساء في صنيعه واعتدى. 

وقد ذكرت الروايات بأن سيدنا سليمان عليه السلام كان يحاسب الجن المسيء الذي يمتنع عن القيام بالأعمال الموكلة إليه ويعاقب العاصي والمتمرد فيوثقهم بالأغلال والأكبال.
فكان عليه السلام يسجن الجن العاصي والمردة في منطقة تسمّى سواكن، وهذه المنطقة تقع في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر وتشير الدراسات القديمة إلى أنَّ سواكن كان سجن الجن ومع مرور الزمن حُرّف وأصبح سجن الجان

وكلمة أخذ العهد فقد تعارف عليها المتصوفة وأرباب العزائم بل حتى السحرة.

فيقول بعض الرقاة أن الأولى تركها ما دامت ليست من شروط التآخي في الله وإن قام بها أحد ما فنرجوا أن لا يكون في ذلك بأساً ما دامت لم تحل حراماً ولا تحرم حلالاً والله أعلم.

وعند دخول الجني الجسد فلبعض أهل العلم قدم في ذلك فقد قال ابن مفلح: رحمه الله كان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه، فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارق؛ ضربه حتى يفارقه