تجديد العهد مع الله يبدأ من إدراك كونك إنسان يخطئ، تعرف موطن تقصيرك وخطأك في حق الله، وذلك يتم بالجلوس مع النفس ومراجعتها، وهذا يحتاج منك خلوة تغلق فيها كل ما يشتتك عن مراجعة نفسك والتفكير.
بعد ذلك اعلم أن طرق تجديد الإيمان كثيرة، وكلها طرق هدفها رفع مستوى الإيمان في قلبك، وتوثيق الصلة بالله عز وجل، وذلك يتم بتزكية النفس وتهذيبها.
وتزكية النفس لها عدة خطوات، أذكر لك منها:
1- عليك في البداية أن تحاول التخلص مما يبعدك عن طريق الله، أعرف أن وقتنا الحالي مليئ بالمشتتات وما يلهي الإنسان دون إرادته، لكن حاول ان تكون واعياً لما حولك، وتتخلص مما يلهيك دون فائدة حتى تتمكن من توثيق صلتك بالله، وتذكر أن طلب الدنيا وطلب الآخرة لا يجتمعان في قلب واحد.
2- حافظ على ورد يومي، بغض النظر عن انشغالك أو ارتكابك لذنوب صغيرة أو كبيرة، ومثل ذلك أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، صلاة الضحى، صلاة قيام الليل بركعتين قبل النوم، وقس على ذلك.
3- حاول استحضار قلبك في كل عبادة، أخلص النية لله عز وجل، في أي عبادة مهما كانت صغيرة، فهذا من سبيل العناية بالقلب وتعليقه دائماً بالله عز وجل.
4- حافظ على تثقيف نفسك دائماً، فكل شيء يبدأ بفكرة وكل ما أحط عقلك بأفكار معينة فهذا يسهل عليك القيام بالسلوك الذي تريده، وما اقصده بتثقيف النفس هو القراءة في علوم الدين مما يقربك إلى الله عز وجل ويثبت قلبك، كأن تقرأ في كتب السيرة النبوية، أو قراءة القرآن مع تفسير للآيات، وقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يمكنك أن تقرأ كتباً بالمنثورات الدينية، أنصحك بكتاب الفوائد لابن القيم في هذا الجانب.
تذكر أن الله جعل من ميزات الإنسان أنه يخطئ ويرتكب المعاصي، وهذا ليعود إلى الله عز وجل ويستغفره، لذا أكثر من الاستغفار دائماً، حاول أن تجعل العابدة عادة لك، مثلاً اجعل الصدقة عادة لك، واحرص على أن تحيط نفسك بأشخاص يعاونوك على ذلك، لأن الصحبة لها تأثير كبير على عزيمة الإنسان.
وبالنهاية حافظ على دعاء "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك".
المصدر