ما هو السن الذي تذهب فيه المرأة للعمرة بدون محرم

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا يوجد هناك سن معينة تبلغه المرأة لتذهب فيه للعمرة ، بل يحق لها أن تذهب في جميع سني عمرها بعد بلوغها لشرط أن يكون معها محرم ، من غير تفريق بين شابة وعجوز ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) رواه البخاري ومسلم .
- أما الأمام أحمد فقد فرَّق بين سفر الشابة وسفر العجوز للعمرة - فعندما سئل عن امرأة عجوز كبيرة ليس لها محرم، ووجدت قوماً صالحين؟ قال: إن تولت هي النزول والركوب، ولم يأخذ رجل بيدها، فأرجو، لأنها تفارق غيرها في جواز النظر إليها، للأمن من المحظور. فلا يشترط المحرم من النساء العجائز اللاتي لا يُخشى منهن ولا عليهن فتنة. ويعتمدنا على أنفسهن بالقيام بأعمال الحج والعمرة.

- أما رأي الشافعية :  فقد أباحوا بأن تذهب المرأة إلى العمرة أو الحج بدون محرم فلم يشترطوا وجود محرم أو ولي الأمر أو الزوج ، بل يكفي وجود النسوة الثقات حتى لو فرض وجود الزوج والمحرم القادرين على السفر معها، وهذا هو المشهور من المذهب، لأن  رفقتهن من النساء تبعد الأطماع  فيهن، واشترطوا وجود أكثر من امرأة على أن يكن ثقات .

- وأما رأي إبن تيمية : ففرق بين حج الفريضة وحج النافلة ، فقال لا بأس بأن تحج المرأة حج الفريضة بدون محرم بشرطين هما :
1-إن عُدم وجود المحرم .
2-إذا أمنت على نفسها الفتنة .

- أما المالكية فقالوا : بوجوب وجود الزوج أو المحرم، فإن لم يوجدا، أو وُجدا لكن امتنعا أو عجزا عن مرافقتها، فرفقة مأمونة، والمعتمد صحة ذلك برفقة الرجال المأمونين أو النساء المأمونات .

- أما الحنفية والحنابلة : فقد ذهبوا إلى اشترط وجود المحرم أو الزوج لوجوب الحج على المرأة واستندوا بذلك  لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم") رواه مسلم وبخاري واحتجوا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي ورد في الصحيحين ("لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم" فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال: "انطلق فحج مع امرأتك) وعللوا السبب في ذلك  لأن المرأة لا تقدر على  النزول والركوب  بنفسها، فتحتاج إلى من  يساعدها في ذلك يُركبها، ولا يجوز لأحد أن ينزلها أو يركبها إلا مع الزوج أو المحرم.

-وهناك أمور لا بد من التنبيه أخواتنا النساء عندما يذهبن للحج أو العمرة منها:

1- وجود المحرم - فلا تسافر المرأة مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم - والحكمة من ذلك لأن المرأة بطبيعتها ضعيفة وتحتاج إلى من يرعاها ويحميها من كل خطر وسوء خاصة أنها لوحدها وغريبة وبعيدة عن أهلها ووطنها، إلا أن بعض الفقهاء أجاز لها السفر للحج أو العمرة مع مجموعة من النساء الثقات.

2- ليس على النساء رمل في الطواف ولا ركض في السعي: والرمل هو إسراع الخطأ في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة خاصة بالرجال فقط. 

3- تحذير النساء من كشف أي شيء من عورتها خاصة في الأماكن التي يراها فيها الرجال (كأماكن الوضوء العامة وغيرها.

4- تحذير النساء من النوم أمام الرجال: وهذا ما يشاهد في مواسم الحج والعمرة فكثير من النساء تجدها نائمة ولا يسترها شيء عن أعين الرجال، فينمن في الطرقات وعلى الأرصفة وتحت الجسور العلوية وفي مسجد الخيف مختلطين مع الرجال، وهذا من المنكرات التي يجب منعها والقضاء عليها.
-وعليه  فإنه يجوز أن تسافر  المرأة للحج مع رفقة مأمونة إذا أمنت  الفتنة،
ويحدد أمن  الفتنة الزمان والمكان وكيفية  السفر  وأن تكون المرأة مع مجموعة من النساء على أن يكن ثقات، والله أعلم بذلك
- وعليه نقول : أن الحج يعتبر سفراً والأصل وجود المحرم في هذا السفر ، ولكن لو تعذر وجوده لأي سبب كان ، وكانت المرأة مسجلة لفريضة الحج ( حجة الإسلام ) فلا حرج من أن تذهب لأداء الحج أو العمرة والواجبة  بشرط أن تكون في صحبة نساء ثقات وألا تخشي على نفسها شراً، وذلك لأن كثيراً من أهل العلم أجازوا للمرأة أن تسافر للحج الواجب والعمرة الواجبة مع رفقة مأمونة أو نسوة ثقات، وهذا قول الشافعية والمالكية واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

- المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب