ما هو السبب في ظلمة الفضاء

 وجود الشمس بالقرب من كوكب الأرض تُساعدنا على إضاءة السماء ورؤية ما بها من أجرام، وفي الليل عندما تغيب الشمس نبدأ برؤية الظلام.

ويكون ذلك عن طريق اصطدام أشعة ضوء الشمس في الأجسام والجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي (مثل قطرات المياه، والغازات، والغبار، والأتربة)، ومن بعد أن تصطدم أشعة ضوء الشمس في الجزيئات ينكسر جزءًا منها، وينعكس جزءًا آخر، وهذه الأشعة التي انكسرت أو انعكست هي التي تشع ضوءًا نراه نحن بأعيننا المجردة، ويضيء الكون من حولنا، وكما أن وجود الغلاف الجوي حول الأرض يسمح بوصول الأشعة المرئية لنا فقط. 

ولكن الفضاء الخارجي مليء في الغازات والغبار الكوني، والكثير من الفراغ، الكثير من المساحات الشاسعة الفارغة؛ لذا عندما تنطلق أشعة الشمس في الفضاء تسير في خط مستقيم -وهي الطريقة التي يتحرك بها الضوء بجميع الاحوال-، وتبقى تسير دون أن تنعكس أو تنكسر بسبب عدم وجود جسيمات تصطدم بها. 

ولأن الفضاء كبير وواسع، وبيننا وبينه مسافات شاسعة - وهذه المسافة في ازدياد-، فعندما يجد شعاع الضوء جسمًا يصطدم به وينكسر أو ينعكس يأخذ وقتًا طويًلا للغاية حتى يصل لنا، ولهذا السبب لا نرى في الفضاء غير الظلام والسواد. 

وحتى النجوم التي في الفضاء، على الرغم من أنها مضيئة إلّا أنها بعيدة، ومع تمدد الكون تُصبح أبعد عن الأرض بمسافة أكبر، وكلما ابتعدت كلما ازدادت أمواجها الضوئية، وبالتالي أصبحت أقل وضوحًا بالنسبة لنا، وقد نصل لمرحلة لا نرى فيها أي ضوء لبعض النجوم. 

وظلمة الفضاء نعمة؛ لولاها لما تمتعنا في مساءات هادئة وجميلة تحت أضواء النجوم.