ما هو الزنا المجازي وما كفارته

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
ما سميته الزنا المجازي تقصد به ما كان فيه ارتكاب شهوة محرمة لها علاقة بالنساء ولكن لم تبلغ هذه الشهوة حقيقة الجماع بحيث ينطبق عليه حقيقة الزنا الذي يستحق صاحبه تطبيق الحد عليه بجلده مئة جلدة إذا كان غير محصن ،ورجمه بالحجارة حتى الموت إذا كان محصناً .

فمن نظر إلى امرأة لا تحل له فقد زنت عيناه ،  ومن استمع إلى كلام امرأة لا تحل له بما فيه شهوة له كأن يكون فيه خضوع في القول أو عشق محرم فهو من زنا الأذنين ،ومن لمس امرأة لا تحل له عن شهوة فهو من زنا اليد ، ومن مشى لزيارة أو لقاء امرأة لا تحل له فهو من زنا القدمين.


روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال " ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ".

وفي رواية عند غير مسلم "كتب على ابنِ آدمَ حظُّه من الزنا فهو مدركٌ ذلك لا محالةَ ، فالعينانِ تزنيانِ وزناهما النظرُ ، والأذنانِ تزنيانِ وزناهما السمعُ ، واليدان تزنيان وزناهُما البطشُ ، والرِّجلانِ تزنيانِ وزناهُما المشيُ ، والقلبُ يتمنى ويشتهي ، والفرجُ يصدقُ ذلك أو يكذبُه ".


أما كفارة هذه المعصية فهو بالتوبة النصوح التي من شروطها : 
1. الإقلاع عن المعصية .
2. والندم عليها.
3. والعزم على عدم العودة إليها .

ثم عليه مع ذلك الإكثار من الطاعات والقربات فإن الحسنات يذهبن السيئات .

روى مسلم في صحيحه  عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني وجدت امرأة في بستان ، ففعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك ، فافعل بي ما شئت . فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه ، لو ستر على نفسه . فأتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال : " ردوه علي " . فردوه عليه ، فقرأ عليه : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال معاذ ، وفي رواية عمر : يا رسول الله ، أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : " بل للناس كافة " .

والله أعلم