ما أتمنى سماعه في هذه اللحظة وفي اللحظات القادمة وفي كل لحظة ستأتي من حياتي:
"أن القتل والدمار انتهى من العالم أجمع".
أن تسود كلمة سلام بشكلها الحقيقي لا السياسي في العالم أمر قد يكون من ضرب الخيال.
لكن هذا الخيال وهذا الحلم نحن بأشد الحاجة إليه الآن.
وأنا في بداية عقدي الثالث من العمر الآن يمكن أن أقول إن القتل والدمار في العالم قد استنزف من أروحنا وعقولنا ونفسياتنا الكثير.
قد وعيت على الدمار والقتل منذ عمر صغير جدًا.
أدى هذا الأمر إلى أن تتغير نظرتي ومفهومي عن الحياة بشكل عام.
وأهم الآثار المترتبة على شخصيًا والتي جعلتي أقول أن هذا الخبر الذي أريد أن أسمعه هي:
الأثر النفسي؛
- في مرحلة من المراحل أصبح الصراع والدمار والقتل سبب في أن نفقد القدرة على الشعور بالسعادة خاصة في مرحلة الطفولة.
- كثرت لحظات الإحباط والحزن بدرجات كبيرة، وأصبحت انظر للفرح والسعادة على أنه أمر مخجل أمام الأطفال الذين يعشون الدمار بشكله الحقيقي.
- زاد الشعور بالقلق والتوتر ضمن الحياة العامة، وخاصة في مرحلة الطفولة حيث كانت هنالك دول مجاورة تتعرض للكثير من القتل وخوفي من أن نصل نحن أيضا لهذا الأمر كان أمر مرعب.
- الشعور بعدم الأمان على الأهل والأقارب في مناطق الصراع والدمار والقتل كان ظاهر بدرجات كبيرة.
- وفي مرحلة المراهقة وما بعد المراهقة كان للدمار والقتل أثر كبير على النفسية يختلف عن مرحلة الطفولة المبكرة؛ يمكن القول أن الحزن كانت متعامل به بطريقة أكبر لكن أثره أصبح أعمق، نتيجة اتساع المدارك واكتساب مفهوم مجرد حقيقي للموت والحياة والعدل والحرية.
الأثر الفكري؛
ويمكن القول أن هذا الجانب أشد الجوانب تأثيرًا ضمن مفهوم الصراع والقتل.
- حيث في مرحلة الرشد ونتيجة الشعور بالحزن المتكرر والقلق والتوتر، أصبح الأفكار والمفاهيم عن الحياة تظهر بطريقة سلبية.
- ونتيجة عدم امتلاك المعرفة الكافية ووجود الفكر الشخصي أو المتحيز أو المتمركز حول الذات بدأت انظر إلى كل ما يسبب الدمار والقتل بطريقة متعصبة وغير متقبله.
- تراكمت الأفكار التي جعلتني أشعر في كل مرة أفكر فيها بهذا الحياة أنها غير عادلة؛ فهنالك من لهم الحق في العيش دون الآخرين وهم من يمتلكون القرار.
- أصبحت غير قادرة على تقبل هذه الفئة في المجتمع.
وهنا كان الخط الفاصل بين الماضي والحاضر.
* بدأت أبحث في التاريخ لأجد تفسير لما يحدث في العالم.
* لم أجد كلمة تبرر كل هذا الدمار والقتل إلا السلطة هذه الكلمة دون فهم حقيقي لهذه الكلمة إلى هذا اليوم.
- في مرحلة من المراحل كان الصراع والقتل والدمار سبب في الشعور بالوصول لمرحلة الجنون العقلي.
- وهنا تكون لدي مفاهيم جديدة عن الحياة وعن نفسي يمكن القول إني خرجت من مفهوم الحياة الطوباوية وعلمت أنها ضرب من الخيال.
إلا أن الأثر النفسي لم يختف واعتقد إلى هذه اللحظة هو يتطور لكن بطريقة مختلفة؛ حيث فيه قدر أكبر من التكيف الذي يجعلني قادرة على الاستمرار في العطاء ضمن ما لدي من توجهات ولكن دون الشعور بالحيوية الحقيقة.
- والجانب الفكري أصبح متطور بطريقة أصبحت فيها قادرة على فهم هذا القتل والدمار لكن دون تقبل.
قد يكون هذا حلم إلا أنه ليس صعب التحقيق، لكن هذا الحلم يتطلب منا أن ننهض كما طائر الفينيق.
أحب أن ننظر لأنفسنا وكأنما نحن طيور الفينيق؛ هذا لطائر الذي يجدد نفسه وبشكل متكرر من الرماد.
انتهاء الدمار والقتل يعني أن ننهض من الرماد أجسادنا الضعيفة؛
* من خلال بناء أجيال جديدة قادرة على العطاء تحت أصعب الظروف.
* من خلال إعادة إشعال الأمل في أن هنالك مستقبلاً واعدًا ينتظرنا فيه قدر من الحياة الحقيقية.
أتمنى أن أبقى على قدي الحياة لأسمع أننا ننعم الآن بسلام وليس هنالك أي شخص يعاني من أثر الصراع والحروب والدمار.