ما هو الحد الأدنى المطلوب شرعاً لبر الأب الظالم لأبناؤه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ملخص الإجابة: يجب عليك بر والدك حتى ولو كان ظالم لك كما تقول، وينتهي بره إذا أمرك بمعصية - فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - ، وحسابه عند الله تعالى على ظلمه.

تفصيل الإجابة:
 
1- قال الله تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً ) سورة الإسراء (23ـ25).

2-  وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة لقمان (15)

3-  عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: "الصلاة على وقتها" قال: ثم أي؟ قال: "ثم بر الوالدين" قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" قال: حدثني بهذا، ولو استزدته لزادني. متفق عليه.  

- فمن خلال النصوص السابقة نجد أن طاعة الوالدين وبرهما من أعظم الأعمال عند الله تعالى بعد الإيمان به سبحانه، بل إن الله تعالى قرن بين عبادته وطاعة الوالدين والإحسان إليهما!!!

- حتى أن الإسلام أمرنا ببر الوالدين حتى ولو كانوا كفّاراً! فكيف لو كانوا مسلمين؟؟!!

- أما حدود طاعة الوالدين - فبر الوالدين هو من باب رد الجميل والشعور الإنساني النبيل تجاه أعز الناس عليه بالمحبة والرحمة والإحسان .

- فالطاعة التي يريدها الشرع من الولد للوالد هي طاعة الإحسان وليست طاعة المسؤولية من خلال طبيعة المضمون الذي تحتويه أوامر الوالدين ونواهيهما، كما هو الحال في طاعة الله ورسوله وأولي الأمر .

-  وعليه فلا طاعة لهما في معصية الله تعالى ، ولكن يكون الرفض بالمعروف، كما أن الطاعة بالمعروف .

- وغالباً قد لا يكون ما نراه من الوالدين تجاه أولادهما على أنه ظلم! فقد يكون هدف  الوالد ليس إلحاق الأذى والضرر بأبنائه لأن ذلك يخالف ما فطر الله عليه الآباء والأمهات، فالأب والأم وإن قسوا على أولادهم فهو لمصلحتهم، لأنه لا يوجد أحد في الدنيا يحب أن يكون آخر أفضل منه إلا الوالد فإنه يحب أن يكون ولده أفضل منه حتى في أمور الدين والدنيا معاً .
 
- ولا شك أن الله تعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، ولا ينبغي للوالدين أن يظلما أولادهما بحجة أن الولد ينبغي أن يسمع كلام والديه ولا يرفض لهما طلباً ابداً !!!

- فبعض الآباء قد يخلط بين حق الطاعة من الأبناء وبين استمرائهم للظلم وإيقاع الأذى النفسي والمادي بهم، فالظلم حرام من الوالد والولد، ولكن الرد على هذا الظلم لا ينبغي أن يصل إلى الإساءة للوالد أو انتقاص المكانة التي جعلها الله له، نعم يمكن أن يبين له أن هذا ظلم لا يجوز ولكن لا نرد الظلم بمثله، ونوكل الأمر لله تعالى ، وندعو الله تعالى أن يهدي الوالد ويرده عن ظلمه.

- وممكن في هذه الحالة توسيط أهل الخير والثقة وممن لهم تأثير على الوالد في الكف عن ظلمه لولده.