التيار : حركة مجتمعية تقوم بها مجموعة من النخب ( مثقفين عضويين ) وفق مبادئ محددة وأطر يضعها منظرو التيار في حقبة زمنية محددة
أما العلماني : بغض النظر عن خطأ الاصطلاحي في هذا الإطلاق ونسبته إلى العلم ولنقل أنه يعني اللاديني أو الدنيوي
بالتالي نستطيع القول أن اللادينية أخذت معنيين :
اللادينية المباشرة غير المقنعة : وهي الشيوعية
واللادينية غير المباشرة : وهي العلمانية
بل وتميزت العلمانية عند المنظرين لها في مع تفاوت واختلاف في تقدير الديانة ودورها في المجتمعات البشرية تميزت في إعطاء خصوصية للأديان ومكانا محددا لها بل وتوظيفها في كثير من الأحيان لصالح العقل الجمعي
التيار العلماني : بمجمله يهدف إلى فصل الدين عن الدولة ( محاربة الثيوقراطية وهي حكم الإله وفرض أحكامه ) أو فصل الدين عن السياسة أو فصل الدين عن الحياة
وعدم اتخاذ الفكر الديني أصلا لتكوين المجتمعات وإدارتها وحل المشكلات
وقد انقسم التيار العلماني تجاه التعامل مع الأديان وخصوصا الإسلام ( لشمولية طرحه وإمكانياته في التغيير وحلول التعقيدات البشرية )
فتجد منهم المتعاطف والمتسامح والمتفهم للوجود الديني بل ممكن أن تجد المتدين العلماني ولا يرى ذلك تناقضا أو عدم انسجام
ومنهم من يقدر وجود الأديان كحاجة بشرية ولكن لا يجوز أن تتعدى مكانها من الاعتقاد إلى حيز العمل والحياة وأن الدين اختراع بشري بامتياز ويرسم له حددا وأطر يتفق عليها كافة الأطياف المجتمعية
ومنهم من يعادي الأديان في أصل تكوينها وأنها تخضع لنظرية التطور وهي مسائل تبوب في جانب ومسمى الخرافات والأساطير في الوجود البشري وهؤلاء أشد قسوة في التعامل مع ظاهرة التدين ومحاربتها والحد منها
وقد تتداخل هذا الانقسامات فيما بينها في التيار العلماني الواحد ويظهر الخلاف على السطح إلى درجة التناحر
والتيار العلماني قابل للأبديت ( التحديث الدائم ) بما يتلاءم مع التغيرات المجتمعية والتوجهات الشعوبية ولذلك قد نجد له درجات وألوان متفاوتة إلى حد يمكن القول أنه لا مقاييس للحركة العلمانية ويمكن لكل فرد أن ينظر فيها حسب مزاجه وطبعه وتكوينه ومجتمعه وحتى أيدولوجيته
وهو مبدأ خطير من حيث الاعتقاد الإسلامي ويناقض مبادئ الشريعة الإسلامية
قال تعالى :" أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) سورة البقرة