ما هو أول ما يحاسب عليه العبد بالقبر

أول حساب القبر يكون من خلال ثلاثة أسئلة : هي :
1- من ربك ؟
2-ومن نبيك ؟
3- وما دينك ؟
- فسؤال الميت في قبره حق فالميت بعد أن يدفن ترد إليه روحه، كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتيه ملكان ( منكر ونكير ) فيسألناه تلك الاسئلة .

- فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولَانِ له من ربك ؟، وما دينك؟ : ومَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ : الله ربي ، والإسلام ديني ،ومحمد نبيي هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولَانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ . وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي . فَيَقُولَانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي .

- وعليه :فالقبر هو أول منزلة من منازل الآخرة ، وهي ما تسمى بحياة البرزخ إلى قيام الساعة . وهذه الحياة إما أن تكون نعيماً أوجحيماً ، فالقبر إما روضة من رياض الجنة ، وإما حفرة من حفر النار .

- كان عثمان بن عفان الخليفة رضي الله عنه إذا شيع جنازة بكى حتى يغمى عليه فيحملونه إلى بيته كالجنازة. قالوا مالك؟ قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «القبر أول منازل الآخرة فإذا نجا العبد فيه أفلح وسعد، وإذا خسر والعياذ بالله خسر أخرته كلها».

- وورد أن عذاب القبر سببه أمرين هما :
1- عدم التنزه من البول 
2- الغيبة والنميمة .
- والدليل : عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما قال: مر النبي على حائط من حيطان المدينة فسمع إنسانين يُعذبان في قبريهما فقال: «إنها ليعذبان وما يعذبان في كبير، بلى، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» ثم دعا رسول الله بجريدة فكسرها كسرتين ثم وضع على كل قبر كسرة، فقيل: يا رسول الله، لم فعلت ذلك؟ قال: «لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا»متفق عليه .

- وبالتالي : فالعاقل يستعد لما بعد الموت، بالعمل الصالح وبتقوى الله تعالى ،  والعاجز والجاهل هو الذي يتبع هوى نفسه وشيطانه ويتمنى على الله الأماني ،
كما ورد في الحديث الصحيح عن أبي يعلي شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» أخرجه الترمذي