ما مميزات شعر جماعة الديوان وعيوبه؟

1 إجابات
profile/سارة-المجالي-1
سارة المجالي
آداب اللغة العربية
.
١٨ نوفمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
من خلال دراستي وتعمقي في الشعر، وجدت أن جماعة الديوان تعد حركة تجديدية في الشعر العربي، وهي من أبرز الحركات التي ظهرت في بدايات القرن العشرين، إذ تدعو إلى التمرد على الأساليب القديمة والتقليدية في الشعر واللغة من ناحيتي الشكل والمضمون


ومن الجدير بالذكر أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب "الديوان في الأدب والنقد" الذي ألَّفه عباس محمود العقاد وإبراهيم المازني، وقد نهجت جماعة الديوان النهج الرومانسي في شعرها، وأبرز ما يميز هذه المدرسة الأدبية:

  •  التأمل في أسرار الوجود والطموح إلى الأعلى.
  •  القصيدة شبيهة بالكائن الحي لكل عضو فيها وظيفته.
  •  البعد عن المبالغة، والصدق في التعبير.
  •  التجديد في الموضوعات الشعرية.
  •  الاستفادة من الأدب الغربي والجمع بين كلا الثقافتين: العربية والغربية.
  •  الاهتمام بالجانب الفكري والفلسفي.
  •  الفرار إلى الطبيعة ليبثوا آمالهم وأحلامهم لها.

ويدور مفهوم الشعر عند جماعة الديوان حول التعبير عن الحياة كما يراها الشاعر من خلال وجدانه وتأملاته الفكرية، ومن أبرز عيوب شعر جماعة الديوان ومما يؤخذ عليهم:

  •  ميل شعرهم إلى الجفاف، وذلك بسبب المغالاة في الجانب الفكري على العاطفي.
  •  ظهور مشاعر الحزن والألم والتشاؤم في شعرهم.
  •  عدم الاهتمام بالوزن والقافية.
  •  عدم الاهتمام بأساليب البلاغة العربية، لذا ظهر شعرهم سهلًا أحيانًا.
  •  تغليب العقل على العاطفة.
  •  الخلافات التي حدثت بين مؤسسي الجماعة، مما دفعهم إلى الانصراف عن الشعر.

وقد مثَّلت جماعة الديوان جسرًا متينًا وأساسًا قويًّا بين الأدبين: العربي والغربي، إذ قامت الحركة بحيوية وأحدثت نقلة نوعية في الأدب العربي رغم قصر عمرها، خاصة أنها تعد أول حركة ثورية على الأساليب التقليدية في الشعر العربي.


يقول العقاد في كتابه الديوان: "وأوجـز مـا نـصف بـه عملـنا إن أفلـحنا فيـه، أنـه إقامـة حـد بيـن عهـدين لـم يبـق مـال يسـوغ اتصـالهما والاخـتلاط بينهـما، وأقـرب مـا نـميز بـه مذهبـنا، أنـه مذهـب إنسـاني مصـري عـربي".


ويكمن الفرق بين المدرسة التقليدية ومدرسة جماعة الديوان في هذه النواحي:


  • اللغة
استخدم جماعة الديوان لغة عصرية سهلة، أما التقليديون فقد استخدموا لغة التراث.


  • وحدة القصيدة
جماعة الديوان ساهموا في مفهوم الوحدة العضوية، أما التقليديون فقد اهتموا بوحدة البيت الشعري.


  • الصور الفنية
جماعة الديوان لم يسرفوا في استخدام الصور والمحسنات، أما التقليديون فقد غالوا في استخدام الصور والمحسنات وحاولوا محاكاة القدماء.


  • الوزن والقافية
جماعة الديوان لم يلتزموا بوحدة الوزن والقافية، أما التقليديون فقد التزموا التزامًا كبيرًا بالوزن والقافية.


توقف عبد الرحمن شكري أحد أبرز مؤسسي جماعة الديوان عن الشعر بعد صدور ديوانه الأخير "أزهار الخريف" عام 1918م، إذ اختلف مع المازني حول بعض القضايا الشعرية، كما أن المازني انصرف عن كتابة الشعر إلى القصة والمقالة عام 1917م، وتلاه العقاد الذي اتجه إلى كتابة المقالات الأدبية والسياسية.


وبالإضافة إلى الأسماء آنفة الذكر، تابع تلامذة العقاد اتجاه جماعة الديوان ومبادئها، ومن أبرزهم:

  •  محمود عماد
  •  عبدالرحمن صدقي
  •  علي أحمد باكثير
  •  الحساني عبد الله.
  •  محمد حسن عـواد

ومن الجدير  بالذكر أن جماعة الديوان يشعرون بشعور الشرقي، وينظرون للعالم بنظرة الغربي بحداثته، فقد مالوا إلى الاستقلال في أدبهم، وحاولوا التحرر من جميع القيود التقليدية والصناعية.