ما معنى وشرح (رأى بكشحها بياضاً) في معاجم اللغة العربية؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٧ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 روي عن ابْن عُمر رضي الله عنه: «أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام تزوَّج امْرَأَة من بني غفار، فلمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ رَأَى بكشحها وَضْحًا، فردَّها إِلَى أَهلهَا وَقَالَ: دلستم عليَّ! »هذا حديث رواه الحاكم وأحمد وهو حديث ضعيف لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح عنه.

المقصود رأى بكشحها: أي المنطقة التي تكون بين الخاصرة إلى الضلع من الجنب.
والمقصود بياضا: المقصود بالبياض هنا هو مرض البرص.
والتدليس هو: إخفاء العيب والكذب.

- ففي هذا الحديث قد نسبوه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من غفار فرأى بكشحها بياضا:  أي في منطقة الخصر برصاً، والبرص عادة يكون شديد البياض. فقال لها: البسي عليك ثيابك، والحقي بأهلك، وأمر لها بالصداق كاملا، أي بالمهر.

-قال عنه يحيى بن معين: هذا الحديث ليس بثقة. كما قال النسائي أيضا: ليس بالقوي.

-وقال البخاري في مسنده بأنه حديث لا يصح.

ولهذا فإن هذا الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف جدا، وقد ضعفه الألباني في إرواء الغليل، وقال عنه بأنه حديث ضعيف لا يصح.

-كما ضعفه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.

- فهذا الحديث وإن كان ضعيفا ولا يصح عن النبي فإنه يتعلق بالعيب في الزواج والنكاح، وهو يُوجِب الخيار.

- وإن كان ضعيفا لكن معناه صحيح، فإذا غُرَّ الزوجُ بامرأةٍ، وتبين أنَّ بها برصًا فهو عيبٌ؛ لأنَّ البرص مُنَفِّر.

- فروي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: (أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَدَخَلَ بِهَا، فَوَجَدَهَا بَرْصَاءَ، أو مَجْنُونَةً، أو مَجْذُومَةً، فَلَهَا الصَّدَاقُ بِمَسِيسِهِ إِيَّاهَا، وهُوَ لَهُ عَلَى مَنْ غَرَّةُ مِنْهَا")

فحديث سعيد بن المسيب في المعنى صحيح أيضا؛ فإذا وجد بها برصًا، أو جذامًا، أو جنونًا، أو ما أشبه ذلك، كل هذه العيوب تُوجب الخيار،

ولا يوجد بها حصرٌ فقال ابنُ القيم رحمه الله:

كل شيءٍ يُنَفِّر أحد الزوجين من الآخر يُعتبر عيبًا في العُرْف، وتحصل به النُّفرة؛ فهو يُوجب الخيار، ويُعتبر مَن دلَّس غارمًا: إن كانت زوجةً فلا مهر لها، وإن كان وليّها فعليه الغرامة، وإن كان شخصًا آخر فعليه الغرامة؛ لأنَّ المؤمنين على النُّصح، ويثبت ذلك قول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَن غشَّنا فليس منا، فالمؤمنون واجبهم النُّصح فيما بينهم: سواء كان في الزواج، أو في غير الزواج. 


والله أعلم.