مفردات المذهب عند الحنابلة يعني : المسائل الفقهية التي خالف فيها مذهب الحنابلة حسب القول المعتمد في المذهب ، الأقوال المعتمدة في نفس المسائل عند المذاهب الثلاث الأخرى وهي الحنفي والمالكي والشافعي .
فالضابط في المسألة حتى تعد من مفردات المذهب : أن يكون هذا القول عند الحنابلة المخالف لسائر المذاهب هو المعتمد في المذهب ، ومخالف للمعتمد عند الجمهور .
لأنه قد يكون هناك قول في مذهب الحنابلة مخالف للجمهور ولكنه ليس معتمدا في المذهب بل أحد الأقوال في المذهب ، فلا يقال حينها إنه من المفردات .
ومسألة المفردات لا تختص بالمذهب الحنبلي ، بل كل مذهب من المذاهب الأربعة له مسائل انفرد بها عن غيره من المذاهب ، فتعد من مفردات ذلك المذهب .
وقد كثر تأليف الحنابلة في مسألة مفردات المذهب تقريرا لبعضها وردا على بعضها الآخر ، حيث أن أبا الحسن علي بن محمد الطبري الكيا الهراسي الشافعي ألف كتابا في نقض مفردات مذهب الإمام أحمد والرد عليها وتغليطها ، فرد عليه كثير من علماء الحنبلة في ذلك وبينوا أنه أخطأ من جهتين :
الأولى : أن بعض الأقوال التي نسبها لمذهب الحنابلة هي ليست المعتمد في المذهب وليس القول المشهور عن الإمام أحمد ، بل القول المشهور والمعتمد في المذهب خلاف القول المذكور .
الثانية : أن لم يعتد بقول المالكية ، بل عد مخالفة الحنابلة لمذهب الشافعية والحنفية كافيا للحكم بأنه من مفردات المذهب مع انه قد يكون قول مالك رحمه الله موافق لقول أحمد في المسألة .
وممن ألف في الرد على الكيا الهراسي في ذلك : أبو الوفا بن عقيل من كبار علماء الحنابلة ، وأبو الحسن الزاغوني .
ومن المتأخرين الذين كتبوا في ذلك : محمد بن علي بن عبد الرحمن العمري حيث نظم نظما في مفردات مذهب الحنابلة أسماه "النظم المفيد الأحمد في مفردات الإمام أحمد"
وشرح هذا النظم: منصور بن يونس البهوتي، في شرح سماه "المنح الشافعيات في مفردات الإمام أحمد" .
وهناك دراسة جامعية معاصرة جمعت مفردات المذهب الحنبلي ، قام عليها عدد من الباحثين وقدمت كرسالة لنيل شهادة الدكتوراة ، وطبعت حديثا في 10 مجلدات واسمها :
المفردات في المذهب الحنبلي هي المسائل المعتمدة في المذهب الحنبلي التي خالفت معتمدَ المذاهب الثلاثة الأخرى "قول الجمهور"
تأليف: إبراهيم العجلان ، فهد المشعل ، سليمان الغيث ، محمد الخضير ، أروى العجلان ، أحمد الخضيري ، عبد الرحمن الغفيلي.
والله أعلم