ما معنى الحديث الشريف("عائد المريض في مخرفة الجنة حتى يرجع) وما هي درجة صحته وما هي خرفة الجنة هذه بالضبط

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الحديث صحيح وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه.


فعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ»، قِيلَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟"، قَالَ: «جَنَاهَا» رواه مسلم.
والخرفة فسرها الحديث نفسه وهي: ما يجني من الجنة أي ثمارها وجناها.

فمعنى الحديث بوجه عام "أي أنه يجني من ثمار الجنة مدة دوامه جالساً عند هذا المريض فيكون كأنه في رياض الجنة وكأنه يلتقط من فواكه الجنة وثمارها حتى ينصرف من عند المريض!!
 - فالحديث الشريف يحث على زيارة المسلم لأخيه المسلم - وخاصة إذا كان مريضاً - فيبيّن هذا فضل زيارة المريض.
- وزيارة المريض حق من حقوق المسلم على أخيه، ففي الحديث الصحيح: (أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ": قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» متفق عليه.

- كما أن من فضائل زيارة المريض أن زيارته سبب لصلاة الملائكة عليه، فعن علي بن أبي طالب رضي اللهُ عنه قال: "سمعت رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً، إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَةُ عَشِيَّةً، إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةَِ»"حديث حسن وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

- ومن السنة عند زيارة المريض الدعاء له بالشفاء ومن ذلك:
- ما رواه ابن عباس رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ، قَالَ: "وَكَانَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ: «لَا بَأْسَ، طَهُورٌ (طَهور: بفتح أوله أي مرضك مطهِّر لذنبك إن شاء الله) إِنْ شَاءَ اللَّهُ»" أخرجه البخاري.

- وعن عائشة رضي اللهُ عنها: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ، أَوْ جُرْحٌ، قَالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَهَا: «بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يشفى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا» متفق عليه.
 
-وعن عائشة رضي اللهُ عنها: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم إذَا أَتَى الْمَرِيضَ يَدْعُو لَهُ قَالَ: «أَذْهِبِ الْبَأسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» متفق عليه.

- وعن ابن عباس رضي اللهُ عنهما أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَل اللَّهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَّا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ» أخرجه ابن حبان في صحيحه والألباني في صحيح سنن أبي داود

- ومن الفوائد العامة عند زيارة المريض:
أولاً: حصول الأجر العظيم من الله كما مر سابقاً في الأحاديث أعلاه.

ثانياً: الدعم المعنوي للمريض وزيادة النشاط في بدنه بسبب زيارة من يحبه.  وإدخال السرور والفرح إلى قلب المريض بذكر بعض البشائر والأخبار السارة له.

ثالثاً: الدعاء للمريض وتفقُّد أحواله التي لا تتحقَّق بغير هذه الزيارة.

 رابعاً: تذكر نعمة الصحة والعافية عند رؤية المريض وما يعانيه من ألم وتعب.

خامساً: من الممكن أن يكون عندك معرفة ببعض العلاج الطبي لديك وتفيده به.

سادسا: إذا كنت في بلاد غير مسلمة وكان المريض جار لك وهو غير مسلم من الممكن أن تدعوه إلى الإسلام لحديث أنس رضي اللهُ عنه قال: "كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: "أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ" صلى اللهُ عليه وسلم فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»