ما معنى إذهاب الرجس عن أهل البيت

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [سورة الأحزاب: 33].

- والرجس هنا مادي ومعنوي:

فالمادي: يعني الطهارة الحسية من النجاسات وغيرها، والطهارة من الحدث الأكبر والأصغر.
والمعنوي: وهو المراد من قوله تعالى (ليذهب عنكم الرجس) والذي يفسره الله تعالى في آيات أخرى كقوله: (ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج)، وكقوله: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، وكقوله: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) [سورة النساء: 26-27].

- فيكون إذهاب الرجس عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً: رفع المشقة والحرج عنهم في تطبيقهم لأحكام الدين الإسلامي.
ثانياً: أن الله تعالى يريد لهم اليسر وعدم المشقة في أمور دينهم ودنياهم.
ثالثاً: بيان أحكام الشرع وتوضيحها وهدايتهم لسنن الذين من قبلهم.
رابعاً: توبة الله تعالى عليهم، وإبعادهم عن الوقوع في الشهوات والشبهات من الذنوب والمعاصي.

- وهناك فرق بين الرجس والرجز:

 قال الله تعالى: (وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) سورة الأنفال: 11.
وقال الله تعالى: (فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) سورة الأنعام: 145.
- فالرجز: هو وسوسة الشيطان وهو العذاب.
- والرجس: القذارة والنجاسة، بدليل حديث (نهى أن يستنجى بروثة. وقال: إنها رجس) أي مستقرة. 
- وقال بعض المفسرين: أن كلمتي الرجز والرجس ذات معنى واحد وهو العذاب والقذارة والمعصية والنجاسة. 

وقد استدل الشيعة الاثنا عشرية بها على عصمة وطهارة أئمتهم من أهل البيت من جميع الأرجاس الظاهرة منها والباطنية. 
كما أنهم يرون أن أهل البيت هم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وابنته فاطمة الزهراء والأئمة الاثنا عشر.

أما أهل السنة فقد اختلفوا في المقصود بأهل البيت فقال بعضهم أنهم نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم أنه خاص بالرسول محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وقال بعضهم: هم آل عباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر. 

والله أعلم