هذا الكلام لا دليل عليه ولم يذكر بسند صحيح لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا التابعين ، لذلك فهي دعوى مجردة عن دليل ، ولا يجوز اعتقادها ولا نسبتها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، ومن نسبها إليه دون دليل فقد كذب عليه وقد جاء في الحديث المتواتر المشهور ( من كذب علي متعمدا فليتبؤ مقعده من النار ) .
إنما ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ما رواه الترمذي وغيره عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً ) .
فكثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام موجبة لموالاته والقرب منه يوم القيامة ومظنة نيل شفاعته عليه السلام .
وكذلك روي حديث أن الملائكة تبلغ النبي عليه الصلاة والسلام أسماء من صلوا عليه من أمته :
فعن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أكثروا الصلاة علي ، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري ، فإذا صل علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة) ( صححه الألباني ) .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ) رواه النسائي وصححه بعضهم.
و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا مِن أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيهِ السَّلَامَ) رواه أبو داود وصححه ابن حجر رحمه الله.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً ، ولا تجعلوا قبري عيداً ، وصلُّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) ( رواه أبو داود ) .
فهذا هو المروي عن النبي عليه الصلاة والسلام غير الأحاديث في فضل الصلاة عليه .
أما أنه سيعرفنا بأسمائنا يوم القيامة فلم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام .
والله أعلم