في الحقيقة انا لا اعتبرك مخطئة( بالمطلق )بهذا الكلام بل خطؤك ( بالجزئية منه) ، فهذا كلام كله ايمان بأن الله المتصرف بالكون، وانه هو من يعطي ويمنع، وهو منع عنك ومن غيره يمنع جل جلاله، طبعا هو المعطي وهو المانع ؛ لأنه الله الرب، وليس غيره من يمنع، حيث إن قلت أن غيره هو من منع عنك فقد اشركت.
لكن خطؤك بالكلام هذا هو أنك تشككين بحكمة الله فيما يفعل، فنعم هو من لم يعطك لكن في علم الغيب كل ما يحصل لك هو لصالحك وانت لا تعلمين، فلو اطلعتم الغيب لاخترتم الواقع.
لذلك أدعوك أن تؤمني بأن الله من صفاته واسمائه الحكيم، وهذه الصفة تدور على كل ااصفات والاسماء، فهو رحيم لحكمة ،ورحمن لحكمة، وشديد العذاب لحكمة، ومعطي لحكمة ومانع لحكمة، ومميت لحكمة وخالق لحكمة .
فكل ما يفعله جل جلاله فيه حكمة غيبية لا نعلمها نحن بل هو عز وجل ، فلما منع عنك كل ما تشتهيه كان فيه مصلحة غيبية لك، وهو بالتأكيد ليس منعا مطلقا بل سيكون لفترة، ثم سيأتي يوم ويعطيك الله في الوقت المناسب ما تريد، لكن عليك ان تصبري وتدعين الله وتتيقني على الدعاء وسترين ماتحلمين به واقعا تعيشيه بإذنه تعالى.