لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث صحيح بلفظ "الجزور" يتحدث عن لحم الجزور وأنها مبطلة للوضوء.
وإنما ورد حديث بلفظ لحم الإبل، وذلك في حديث جابر بن سمرة أنه سئل صلى الله عليه وسلم، قيل: يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، فقيل: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال صلى الله عليه وسلم: إن شئت. وهذا دليل يحتج به العلماء على أن الوضوء بعد أكل لحم الإبل لأن الرسول صرح بذلك عندما سئل، ولكن الوضوء بعد أكل لحم الغنم ليس فرضاً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم خير بذلك.
وفي رواية لبراء رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " توضؤوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم".
ولعل سبب قول الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك، أن تناول لحم الإبل يسبب الغازات في الجسم والتي بدورها سبب لإنتقاض الوضوء.
وأما ما يتناقله عامة الناس من كونه حديث بلحم الجزور، ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قصته كالتالي:
زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم، فخرج من أحدهم ريح، فاستحى أن يقوم من بين الناس، و كان قد أكل لحم جزور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سترا عليه: " من أكل لحم جزور فليتوضأ ". فقام جماعة كانوا أكلوا من لحمه فتوضأوا.