ما صحة القصة التي وردت في بكاء الجمل وشكواه للنبي صلى الله عليه وسلم من تعذيب صاحبه له

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
- القصة صحيحة وقد ورد فيها حديث شريف، حيث جاء جملٌ يجر أقدامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تذرفان، فحن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أن بث الجمل شكواه لرسول الله بأمر من الله، نادى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صاحبه، وقال له أما تتقي الله في هذا الجمل؟ فقد شكى لي، وهنا الحديث الذي يبين القصة بالتفصيل:

- ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﻞ ﻳﺴﻨﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ،ﻭﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻤﻨﻌﻬﻢ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻞ ﻧﺴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ (ﺃﻱ ﻧﺴﺘﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ) ﻭﺇﻧﻪ ﺍﺳﺘﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻣﻨﻌﻨﺎ ﻇﻬﺮﻩ،ﻭﻗﺪ ﻋﻄﺶ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﻨﺨﻞ .ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : ﻗﻮﻣﻮﺍ ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺍﻟﺠﻤﻞ ﻓﻲﻧﺎﺣﻴﺘﻪ، ﻓﻤﺸﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻧﺤﻮﻩ .ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﺇﻧﺎ ﻧﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﻮﻟﺘﻪ .ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻲََ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﺱﻓﻠﻤﺎ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮﻩ ﺣﺘﻰ ﺧﺮ ﺳﺎﺟﺪﺍً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ،ﻓﺄﺧﺬ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻪ ﺃﺫﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻂ، ﺣﺘﻰ ﺃﺩﺧﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞﻓﻘﺎﻝﻟﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﻌﻘﻞ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻚ، ﻭﻧﺤﻦ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻚ.ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻟﻮ ﺻﻠﺢ ﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﺒﺸﺮ ﻷﻣﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥﺗﺴﺠﺪ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺣﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺮﻕ ﺭﺃﺳﻪﻗﺮﺣﺔ ﺗﺘﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﻘﻴﺢ ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﺪ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻓﻠﺤﺴﺘﻪ ﻣﺎ ﺃﺩﺕ ﺣﻘﻪﻓﻘﺎﻝ : ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﻞ؟ﻓﺠﺎﺀ ﻓﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻮ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺗﺘﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻠﻜﻜﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻪ ﺷﻜﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﺠﻴﻌﻪ ﻭﺗﺪﺋﺒﻪ -ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ.

-  عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إليَّ حديثاً لا أخبر به أحداً أبدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوما حائطاً من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، قال بَهْز وعفان: فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله لى الله عليه وسلم سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه) رواه أبو داود وصححه الألباني.

- وهذا يدل على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوان، فلا نؤذي كائنًا لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وقد يبدو الأمر لنا تافه ومسلي، لكنه عند الله عظيم، (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) (15، النور)، فقد يكون هذا الكائن الضعيف سبب في دخولك الجنة أو دخولك النار والعياذ بالله، فرجل سقى كلبًا بعض الماء دخل الجنة، وامرأة حبست هرة وحرمتها الطعام فكان مصيرها النار.

- وهذه القصة تدل على أن رحمة الله عمت كل المخلوقات قال الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)[سورة الأعراف، 156]، فقد حفظ الله لهذا الجمل حقه وسخر له أفضل البشر نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ليدافع عنه، وهو حيوان غير عاقل، فكيف بعباد الله المؤمنين في كل مكان؟ قد كفل الله لهم حقوقهم وجزاهم خير الجزاء عن كل ما يعانونه من ظلم أو قسوة، فالحمدلله رب العالمين.