ما صحة الحديث القدسي في قصة هلاك فرعون (يا جبريل لو استغاثني لأغثته)

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هذا غير صحيح وليس له إسناد حقيقي، وبالتالي فهو باطل ولا يصح نشره أو الاعتقاد به .

- أما الصحيح الذي ورد في شأن إغراق فرعون فهو: عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ قَالَ: آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ البَحْرِ فَأَدُسُّهُ فِي فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ ". أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
- أما قول  " يا جبريل : وعزتي وجلالي لو استغاثني واستغفرني لغفرت له " فهذا لم يثبت أنه صحيح.

- ثم أن هذا النص منكر ويخالف الشرع، فالتوبة والإيمان لا تقبل عند الغرغرة (الإشراف على الموت) ولا تقبل كذلك عند طلوع الشمس من مغربها. قال الله تعالى: ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ). سورة غافر (84، 85)

 - وقال ابن الجوزي: ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول، أو يخالف المنقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.

- وقد وردت قصة فرعون واضحة في القرآن الكريم في سبع وعشرين سورة، وفي بعض السور الأخرى تم الإشارة إليها فقط.
 
- وكان كفر فرعون من أشد أنواع الكفر والتجبر والظلم والتكبر - حتى أن كفره يُعد أقبح وأعظم جرماً من كفر إبليس - وذلك لأن إبليس اعترف بوجود الله تعالى، بل وأقسم به فقال: (فبعزتك لأغوينهم أجمعين) بينما فرعون لم يعترف بوجود الله تعالى ابتداءً ونصّب نفسه إلهاً لقومه فقال: (أنا ربكم الأعلى)، وقال أيضاً: (ما علمت لكم من إله غيري)
 
- ومن سمات كفر فرعون:
1- أنه منكراً لوجود الخالق سبحانه وتعالى (ملحد)
2- تقتيل الأطفال واستحياء النساء.
3- التكبر والافتخار بالملك والمال والقوة والسلطان. قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) سورة الزخرف: 51
4- إنكار الغيب والبعث والحساب.
5- معادة الرسل والمصلحين - رغم أن موسى تربى في قصره وفي بيته ويعرف أنه صادق لا يكذب فقد اتهمه بالسحر والجنون والكذب وقرر قتله لولا أن الله تعالى تدخل وأغرق فرعون وجنوده في اليم، ونجّا الله تعالى موسى ومن آمن معه.

- وينبغي للمسلم التحري الصحيح في أي حديث يسمعه خاصة في زماننا والذي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي مرجع الناس في تعلمهم!!! حيث نجد كثير من الأحاديث يتم نشرها ومشاركتها والتوصية بها وهي في الأصل موضوعة ومنكرة ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أن بعض المشايخ يقولون بها في المناسبات كبيوت العزاء أو في خطب الجمعة والجماعات!!!

- والحديث القدسي : هو الذي يكون لفظه ومعناه من عند الله تعالى ولكنه منقول على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

- فهناك فرق بين القرآن الكريم وبين الحديث القدسي وبين الحديث النبوي؟
1- فالقرآن الكريم: هو كلام الله تعالى المتلو المعجز والمتعبد بتلاوته المنزّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس ، والمحفوظ من التحريف وهو خاتم الكتب السماوية.

2- بينما الحديث القدسي: هو كلام الله تعالى ولكنه غير معجز وغير متعبد بتلاوته وغير محفوظ من التحريف ،ولا يشبه القرآن الكريم ولفظه وعناه من الله تعالى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم .

3- أما الحديث النبوي : هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خلقية .

- المصدر : موقع الإسلام سؤال وجواب

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة