نعم صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أن البركة تنزل في وسط الطعام ، وروي عنه عليه السلام في حديث آخر أنها تنزل في أعالي الطعام وأمر عليه السلام بالأكل من جوانب القصعة والمائدة ونهى عن الأكل من وسطها.
وقد روي هذا المعنى في عدة روايات وعن عدة صحابة رضي الله عنهم منها : ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله أتي بقصعة من ثريد فقال (كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها فإن البركة تنزل في وسطها) (رواه الخمسة وصححه النسائي)
وفي رواية (إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلَا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ وَلَكِنْ لِيَأْكُلْ مِنْ أَسْفَلِهَا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا).
أما سؤالك: لماذا نأكل من طرف الطعام ولا نأكل من وسطه ما دام أن البركة تنزل في وسط الطعام؟
فالجواب: لبقاء هذه البركة وعدم رفعها.
فالبركة والتي هي إمداد إلهي وأمر رباني يطرحها الله في الطعام تنزل في وسط الطعام وتتوزع فيه على جميع جوانبه فتنال البركة جميع الطعام والآكلين، فإذا أكل أحدهم من وسط الطعام فكأنه يقطع سبب هذه البركة ويوقفها، لذلك نهى النبي عليه السلام عن الهجوم على وسط الطعام حتى لا تنزع عن هذه البركة.
ثم إن من أسباب نزول البركة في الطعام اشتراك الآكلين فيه وتعدد الناس على المائدة، لذلك ورد في الحديث (طعام الواحد يكفي اثنين وطعام الاثنين يكفي أربعة..) وهذا ببركته، فإذا أكل أحدهم من وسط القصعة أو المائدة مباشرة فإن ذلك يؤدي إلى استقذار الناس للطعام ونفورهم منه وترك هذا الأكل وهذا سبب من أسباب نزع البركة من الطعام.
والله أعلم