ما صحة أنه يجوز لنا أكل لحم الحمار الوحشي في حين أن لحم الحمر الأهلية محرم وما هي الحكمة من ذلك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٥ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
نعم يجوز أكل لحوم الحمر الوحشية بخلاف لحوم الحمر الأهلية فلا يجوز أكلها لأن النبي صلى الله عليه وسلم  نهى عن أكلها ،

والحمر الأهلية: هي التي تألف البيوت، وتكون لها أصحاب ترجع إليهم، وسبب تحريم أكلها لنجاستها .
أما الحمر ‏الوحشية:  فهي التي تعيش في البراري والصحاري، وليست مملوكة لأحد، وليس لها أهل ‏ترجع إليهم.‏

-فقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية.)  رواه البخاري ومسلم
-كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عام خيبر عن نكاح المتعة, وعن لحوم الحمر الأهلية .
 وعلق الإمام الشافعي على ذلك بدلالتين:

الأولى : تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية،
والثانية: إباحة لحوم حمر الوحش, 
لأنه لا يوجد للحمر إلا صنفين   الأهلي والوحشي, فإذا قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحريم قصد الأهلي, ثم وصفه , دل على أنه أخرج الوحشي من التحريم وهذا مثل نهيه عن كل ذي ناب من السباع . فقصد بالنهي  قصد عين دون عين، فحرم ما نهى عنه وحل ما خرج من تلك الصفة سواه، مع أنه قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة أكل حمر الوحش. 
-وفي ذلك فإنه أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يقسم حمارا وحشيا قتله أبو قتادة بين الرفقة. وحديث طلحة أنهم أكلوا معه لحم حمار وحشي .
ومن المعروف بأن الحمر الأهلية تختلف عن الحمر الوحشية وبأن أهل الخبرة يعرفونها ويميزونها 

-قال الشافعي في ذلك : وخلق الحمر الأهلية يباين خلق الحمر الوحشية مباينة يعرفها أهل الخبرة بها . فلو توحش أهلي لم يحل أكله. وكان على الأصل في التحريم . ولو استأهل وحشي لم يحرم أكله وكان على الأصل في التحليل . ولا يذبحه المحرم وإن استأهل. ولو نزا حمار أهلي على فرس أو فرس على أتان أهلية, لم يحل أكل ما نتج بينهما، لست أنظر في ذلك إلى أيهما النازي لأن الولد منهما . فلا يحل حتى يكون لحمهما معا حلالا . وكل ما عرف فيه حمار أهلي من قبل أب أو أم . لم يحل أكله بحال أبدا . ولا أكل نسله . ولو نزا حمار وحشي على فرس . أو فرس على أتان وحشي حل أكل ما ولد بينهما لأنهما مباحان معا 

 والحمر الأهلية متفق على تحريم أكلها عند جمهور العلماء ومن الأدلة على ‏التحريم قوله صلى الله عليه وسلم:( إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية، ‏فإنها رجس من عمل الشيطان) رواه البخاري ومسلم.
وقد أمر النبي  صلى الله عليه وسلم بأكفاء ‏القدور بقوله: (أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئاً) رواه البخاري ومسلم.
‏وفي أمره بإكفاء القدور وإراقة ما فيها دليل على نجاسة الحمر الأهلية وحرمتها.‏
هذا بخلاف الحمر الوحشية فإن أكل لحمها مباح.‏
أما حكم شرب لبن الحمار فهو محل خلاف بين العلماء:
 والرأي الأصح في المذاهب الفقهية الأربعة؛ أنّ شربه حرامٌ من غير ضرورةٍ،
فورد في كتاب فتح القدير الحنفي، أنّ لبن الحمار نجسٌ نجاسةً مغلظةً؛ لأنّه محرّمٌ بالإجماع،
 
وقال النووي  في ذلك : أنّه ورد في لبن الحمار :
-المذهب المالكيّ ؛ ذهب إلى أنّ حكم شرب لبن الحيوانات تابعٌ لحكم لحمها، فإن كان اللحم  محرّماً كان الحليب نجساً،وذلك الحكم ينطبق على الحمار،
-المذهب الحنبلي : ذهب إلى أن ما يخرج من غير مأكول اللحم يعدّ نجساً لا يجوز أكله أو شربه، كما لا يجوز التداوي من أيّ مرضٍ يكون علاجه بشرب لبن الحمار، إذ إنّه يحرم شرب لبن الحمار؛ لأنّه نجسٌ
والأصح فيهنّ أنّه نجس،
وأما القول المتبع بتحريم الحيوانات فهو  كل ما نص  عليه الشرع بأنه حرام بعينه كالحمار الأهلي والخنزير، أو جنسه ككل ما يفترس بنابه من السباع  كالأسد، والذئب، والفيل، والكلب.