ما درجة صحة حديث (لا يدخل الجنة قاطع رحم)

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٢ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هذا الحديث صحيح متفق على صحته رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، إلا أن لفظهما فيه هو:
"لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ "، قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ.

فزيادة كلمة " رحم " هي من كلام سفيان رحمه الله أحد رواة الحديث وليس من لفظ الحديث، لكن رويت هذه اللفظة مرفوعة من ضمن الحديث عند غير البخاري ومسلم كما روى أبو داود وغيره.

وعلى كل حال فالحديث ثابت صحيح لا خلاف فيه إن شاء الله.

وهذا الحديث ينبه على قاعدة عظيمة من قواعد الأخلاق في الإسلام وهي مفخرة من مفاخره وهي صلة الرحم.

فأمر الرحم في الإسلام عظيم يكفي في الدلالة عليه حديث "قال اللهُ تبارَك وتعالى: أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه"

وإنما كانت صلة الرحم في الإسلام بهذه المنزلة لأن الإسلام يحرص على بناء مجتمع مسلم قوي متماسك يرتبط أفراده بأقوى الأواصر، لأن قوة العلاقة بين أفراد المجتمع هي قوة للمجتمع ونهوض له ونشر للأمن، بخلاف المجتمع المفكك الذي يسوده البغضاء والشحناء، فما أسهل أن يسيطر عليهم العدو وتنتشر بينهم الجريمة والفساد.

فشددت الشريعة في أمر الرحم وصلتها وجعلت قطعها من كبائر الذنوب، حتى جلعت قطعها سبباً في حرمانه من الجنة كما روي في الحديث المسؤول عنه.

ولكن ليس معنى هذا أن قاطع الرحم كافر لا يدخل الجنة مطلقاً، وإنما هو آثم لا يستحق دخول الجنة في أول من يدخلها، بل قد يعذبه الله على ذنبه هذا بالنار ثم يدخله الجنة، وقد يتجاوز عنه بسبب من أسباب المغفرة يوم القيامة ولكن بعد أن يكون لقي من الأهوال ما يشيب له الوِلدَان !

نسأل الله العافية .
 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة