هذه الجملة تُقال عادة من الناس لمن قد أصابهُ مصيبة مِن فقر أو مرض أو ظلم أو تشويه سمعة أو التعرّض لحادث مؤسف أو خسارة معينة أو أي شيء مِن هذا القبيل الذي قد يصاب به الإنسان في هذه الدنيا الفانية التي هي داء ابتلاء واختبار وليست مكانا لإظهار المقامات والدرجات عند الله تعالى.
وقد لا ينتبه الناس إلى ذلك ولا يقصدون المعنى الذي تحملهُ إنما يكون فقط قصدهم التعاطف والتضامن مع ذلك الشخص في مُصابه.
لكن في الحقيقة فإنَّ هذه الجملة تحمل اعتراض على قدر الله وحكم الله وتتنافى مع معاني الرضى والتسليم لله تعالى والتي هي جوهر الإسلام الذي هو في معناه الأعمق التسليم والإستسلام لله والرضى بقدره وحكمه وكل ما يصدر عنه جلَّ في علاه.
فالأسلم لديننا أن نمتنع عن قول مثل هذه العبارات التي تحمل هذه الدلالات.
لكن إن وقعنا في ذلك نبادر إلى التوبة والإستغفار لأنها أصبحت من اللغو المعفو عنه بإذن الله لأنَّ قائلها بالعادة لا يحمل نيّة الإساءة أو الإعتراض على أمر الله إنما يقولها من باب العادة وهي من العادات الكلامية التي ينبغي أن ننتبه لها ونغيّرها وننبّه من حولنا على ما فيها من سوء الأدب مع الله.