لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك
أصل لقراءة الفاتحة عقد الشراكة بين شخصين أو جهتين فهذا أمر غير مشروع، بل عدّه أهل العلم من البدع المحدثة - فقراءة الفاتحة عبادة وتشرع في أماكنها كالصلاة أو من أجل العلاج والرقية الشرعية، أما أن يتم قراءتها لافتتاح المجالس أو عند الاتفاق على عمل معين أو شراكة بين شخصين أو إتمام عملية بيع أو شراء، أو عند أي عقد من العقود بنية التوفيق وإتمام الأمر فلا يصح ذلك ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم ولا سلفنا الصالح.
-والذي ورد في هذا الأمر هو حضور الأمانة والنية الصادقة بين الشريكين في إنجاح العمل الذي بينهما - ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رفعه قال: إن الله يقول: (
أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإن خانه خرجت من بينهما) رواه أبو داود والبيهقي والدارقطني
- والمعنى العام للحديث: أي أن الله تعالى يجعل الحفظ والبركة والربح الوافر في المال وفي الشراكة إذا خلصت النوايا ولم يفكر كل واحد منهما في مصلحته، بل يكون همهما إنجاح العمل وتقوى الله تعالى فيه وإخراج حق الفقراء والمساكين منه، عند ذلك سيبارك الله تعالى هذه الشراكة وينميها ويكبرها.
- والله عز وجل أمرنا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة آل عمران (31)
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- وقال تعالى: (
وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة الأنعام (153)
- والسبل : هي البدع التي ليس لها أصل في الدين.
- فعلى المسلم أن يحذر من البدع ولو كانت شرعية وظاهرها خيراً، فبعض الناس ينظر إلى ذات الفعل وليس إلى حكمه - فيقول هذا القرآن وما الخطأ والبدع في قراءته؟
- والرد على هذا التساؤل: هو لا يأثم بقراءة القرآن الكريم ( كسورة الفاتحة وغيرها) ولكنه يأثم بتركيب عبادة وإضافتها إلى صورة أخرى حتى تشكّل منها عبادة جديدة ليست مشروعة.
- وعليه: لو فنح المجال لأي إنسان أن يأتي بعبادة مشروعة في أصلها فيزيد أو ينقص أو يركب منها ما يشاء من عبادات أخرى لتغير الديّن وأصبح ألعوبة في يد الكثيرين!!
- فمثلاً: هل يعقل أن يصلي المسلم الفجر أربع ركعات ويقول هذه عبادة، أو أن يقرأ في الركوع الفاتحة بدل القيام ويقول هذه عبادة!! بل هذا خلل وتحريف وتبديل بالديّن.
- فمن شروط العمل حتى يقول مقبول عند الله تعالى:1- الإخلاص لله تعالى وحده لا شريك له.
2- المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم
- وعلى المسلم أن يقتدي بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل أن يفتتح أي مجلس بالبسملة وبحمد الله تعالى والصلاة على رسول الله - لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل كلام أو أمر ذي بال لا يُفتح بذكر الله فهو أبتر - أو قال: أقطع) رواه أحمد
وأن يختم بدعاء ختم المجلس وهو: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
- ولا بأس في الدعاء منهما لبعضهما البعض ولشراكتهما بأن يحفظها الله تعالى ويبارك فيها ويوفقهم في عملهما.
- المصدر :
موقع الاسلام سؤال وجواب