ما حقيقة ادعاء أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد استبد بالخلافة وحابى بني أمية

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذه شبهة أراد بها أعداء عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يسقطوا عثمان عن الخلافة وتأليب الناس عليه وعدم طاعته ويريدون بهذه الشبهة الطعن في عثمان وبقية الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
- وهذه الشبهة باطلة من عدة وجوه منها:
1- أن هذه الشبهة ظهرت من فئة قليلة خبيثة خارجة عن طاعة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.

2- فعثمان سار على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ابا بكر وعمر في عدم تولي أحد من أقربائهم السلطة أو الخلافة. - لم تكن إرادة عثمان بن عفان جعل الخلافة في بني أمية.

- وأما حقيقة أن عثمان قد ولّى بعض أقرباءه بعض الولايات في الأمصار - فليست القرابة من الخليفة مانعة لذي كفاءة عن الولايات، وولاية الأمصار قد يقدم فيها القوي عن التقي وما فيه مصالح المسلمين سيما وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يولّي من هم من بني أمية.

4- ولو أراد عثمان بن عفان رضي الله عنه أن تكون الخلافة في بني أمية لأولّى أقرباءه المراكز الحساسة في الدولة كبيت مال المسلمين والقضاء والشرطة والجيش وغيرها، ولكن ذلك لم يحدث.

5- ولقد كان جميع من ولاّهم عثمان بن عفان رضي الله عنه من ذوي الخبرة والعلم والكفاءة والسياسة والتقوى والأقدر على إدارة المهام من غيرهم وتقديم المصالحة العامة على المصالحة الخاصة.

- ومن التهم كذلك أنه ولّى معاوية بن أبي سفيان وكان قريبًا له.


-فقد أسلم معاوية رضي الله عنه سنة 8 هـ أو سنة 6 هـ كما سيأتي في موضعه، فقال عمير بن سعد رضي الله عنه: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهُمَّ اهْدِ بِهِ" رواه الترمذي

- ثم بعد هذا ولّاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام بالكامل، وذلك بعد حدوث الطاعون، ووفاة الأمراء الواحد تلو الآخر، وكما نعرف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديد الدقة في اختيار الأمراء، وكان لا يتردد في عزل أحد، حتى وإن كانوا من قدامى الصحابة، كما عزل سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه وأرضاه، وقد أقرّ عمر رضي الله عنه معاوية رضي الله عنه على ولايته حتى استشهد سنة 23 هـ، وبعد وفاة عثمان رضي الله عنه قال سعد بن أبي وقاص: ما رأيت أحدًا بعد عثمان أقضى بحقٍ من صاحب هذا الباب، وأشار إلى باب معاوية، في خلافة معاوية.

-وقال حبر الأمة إبن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت رجلًا أخلق بالملك من معاوية.

- وكان معاوية رضي الله عنه وأرضاه عادلًا حكيمًا حليمًا، يحسن الدفاع عن ملكه، وينشر الإسلام في خارج ممالك المسلمين، ويستعين بالله على ذلك، وكان من المجاهدين الأبرار، ودخل على يده الكثير، والكثير، ليس من الأفراد، بل من الأمم في الإسلام.

- وكان سيرة معاوية مع رعيته خير سيرة، وكانت الرعية تحبه حبا شديدا، وروى مسلم وغيره عن عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم، ويحبونكم، وتصلون عليهم، ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم، ويبغضونكم، وتلعنونهم، ويلعنونكم".

- فإذا كان الشعب يحب القائد، وهو يحبهم، فهذا من خيار الأئمة، وإذا كان يبغض الشعب، والشعب يبغضه، فهو من شرار الأئمة، وهذا مقياس ثابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- وعليه : فعثمان بن عفان رضي الله عنه لم يستحدث تولية معاوية بن أبي سفيان، بل فعلها من قبله من هو خير منه.