ما تفسير قوله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ ؟

هذه الآية الكريمة التي وردت في سورة النور هي آية البشارة الكبرى للأمة المحمدية بالنصر والتمكين في الأرض وغلبة أهل الحق من المؤمنين على أهل الباطل من الكفار والملحدين حيث في هذه الآية وعد من الله الحقّ- وإنَّ وعد الله حقّ- بأنهُ جلَّ سلطانهُ سينصر عباده ويستخلفهم في الأرض ويورثهم البلاد بطولها والعرض ويجعلهم هم الوارثين والحاكمين لأنهم حقا وصدقا عباد الله الذين آمنوا به والتزموا بشرعه وعملوا الصالحات ابتغاء مرضاته وتقرّبا إليه سبحانه.
وعلى هذه البشارة القرآنية يحيا أهل الإيمان من الأمة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها.. وهذه سُنّة الله في خلقه  أنه ينصر أولياءهُ وأصفياءه ورُسٌله ومن سار على نهجهم واتبّعَ تعاليمهم.   

قال الله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) سورة النور (55)
- في هذه الآية الكريمة وعد من الله تعالى ( والوعد من الله محقق ) للذين آمنوا وعملوا الصالحات أن يستخلفهم في الأرض ويورثهم أرض الأعداء من المشركين والكفار ويساعدهم في الغلبة عليهم . كما استخلف الذين من قبلهم من أسلافهم المؤمنين السابقين ومقصود الاية ( الرسل السابقين ومن آمن معهم من المؤمنين ) والآية صالحة لكل زمان ومكان .
- واللام في الكلمات التالية (  لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ ،  وَلَيُمَكِّنَنَّ ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُم ) لام توكيد من الله تعالى بالإستخلاف والتمكين والنصر وتبديل الخوف طمأنينةً وأمناً ، شرط أن يعبدوا الله تعالى حق العبادة ولا يشركون به شيئاً .