قال تعالى (وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت 64
الدارة الآخرة هي هي دار البقاء بخلاف عن حياة الدنيا التي فيها زوال.
ودار الحيوان: من أسماء الجنة كما قالوا عنها أهل التفسير: لما ورد بالآية الكريمة وإن الآخرة يعني الجنة لهي الحيوان لهي دار الحياة خالدين فيها لا موت ولا فناء بإذن الله
فهي حياة أي حياة بلا موت سواء إن كانوا من أهل الجنة أو من أهل النار والعياذ بالله
ويخبر الله تعالى بأن حياة الدنيا إنما لعب ولهو للمشركين والكافرين وسوف يكون نهاية لهذه الحياة وهو الموت.
والدار الآخرة هي الحيوان أي حياة دائمة لا موت فيها.
-وقال: ثني معاوية، عن علي، عن بن عباس، في قوله: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ): أي حياة باقية لا زوال فيها
وسميت باسم الحيوان. لأن بها البقاء الدائم الأبدي، فالذي تنتهي به الحياة الدنيا يصير إلى الآخرة ولن يموت بعدها أبدا سواء كان من أهل الجنة أو من أهل النار،
-فمن المعروف بأن أهل الجنة في حياة دائمة وطيبة ونعيم مستقر ودائم بينما أهل النار في حياة عذاب ونكد وشقاء وتعاسة. وقد بيّنت لنا الآية الكريمة بأن الدار الآخرة هي الحيوان أي الحياة الكاملة الأبدية التي ليس فيها لا نقص ولا فناء،
وبأن الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة لأنها ليس بعدها موت، وهذا هو معنى قوله (... لَهِيَ الْحَيَوَانُ)، فهي كاملة من جميع الأحوال ومن كل أوجه، والمراد بالآخرة في الآية الكريمة عند أهل التفسير الجنة دار الحياة التي لا موت فيها، كما قال الكعبي: هي حياة لا موت فيها،
وقد قال الزجاج:
هي دار الحياة الدائمة. والحيوان مثل الحي خلاف الميت، فيحتمل في قوله تعالى: (... وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ...) معنيان:
1, أن حياة الآخرة هي الحياة لأنها لا تنغيص فيها ولا يشوبها ما يشوب الحياة في هذه الدار، فالله عز وجل وصف الحياة الدنيا بأنها ذات عمر قصير، ومتاع قليل،
وقد قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ...)، «سورة الروم: الآية 55»،
2. أن يكون المعنى أنها الدار التي لا تفنى ولا تنقطع ولا تبيد كما يفنى الأحياء في الدنيا، فهي أحق بهذا من الحيوان الذي يفنى ويموت. والدار الآخرة فيها جميع مقومات الحياة من البقاء والسرور والسلام والحبور، التي يحيا الناس فيها فلا يموتون.
وقد ورد في الحديث النبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة، رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة، قال: فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع، فيقول يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك»، قال الراوي لقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقال: ذاك أدنى أهل الجنة منزلة». رواه البخاري
فهذا الحديث العظيم الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يبن لنا أن آخر الناس الذين يخرجون من النار من الموحدين، ومنهم هذا الرجل الذي هو آخر أهل الجنة دخولاً إليها،
فينبغي للمسلم أن يعمل لحياة الآخرة لأنها الحياة الدائمة المستقرة التي سينعم بها المؤمن التقي بإذن الله تعالى.