ما المقصود "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض"؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
- الله تعالى حكيم عليم في توزيع الرزق ، فقد يرزق شخصاً مالاً كثيراً ، وقد يمنع هذا المال الكثير عن شخص آخر - وذلك لحكمته وعلمه المسبق أن غالب الناس الأغنياء يفسدون في الأرض ويتجاوزن الحد في الإنفاق والإسراف والبغي والظلم - قال الله تعالى : ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ ) سورة العلق (6-7)
 ولهذا يرزق بقدر ما يشاء سبحانه .
- قال الله تعالى : ( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ) سورة الشورى(27)
- وقيل أن هذه الآية نزلت في أهل الصفة ( فقراء المهاجرين ) ، وقيل نـزلت من أجل قوم من أهل الفاقة من المسلمين تمنوا سعة الدنيا والغنى, فقال جلّ ثناؤه: ( ولو بسط الله الرزق لعباده) فوسعه وكثره عندهم لبغوا, فتجاوزوا الحدّ الذي حدّه الله لهم إلى غير الذي حدّه لهم في بلاده بركوبهم في الأرض ما حظره عليهم, ولكنه ينـزل رزقهم بقدر لكفايتهم الذي يشاء منه.
- وعليه نقول : يجب على المسلم أن يوقن أن رزقه مكتوب ومقسوم من عند الله تعالى وأنه يجب عليه أن يسعى من أجل تحصيله بالحلال ، وأن يتحرى مصدر هذا المال - بحيث يكون مطعمه ومشربه ومليسه حلال - لأنه سوف يسأل عن هذا المال سؤالين يوم القيامة :
1- من أين اكتسبت هذا المال ؟
2- وفيما أنفقت هذا المال ؟
- والأصل في الإنسان المسلم الغني أن يتقي الله تعالى في ما رزقه الله تعالى من مال، وأن يؤدي زكاته ، وينفق على الفقراء والمحتاجين - قال تعالى : ( وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )
- فالغني الشاكر الذي يؤدي حق الله تعالى وحق عباده في ما رزقه الله تعالى خير من الفقير الصابر ، واليد العليا خير من اليد السفلى .
- والإسلام يدعوا إلى العمل والكسب المباح ، وإلى عمارة الأرض والتقدم الحضاري والعلمي والإقتصادي وكل أنواع التقدم ، وهذا بحاجة إلى مال وجد وإجتهاد وعمل مباح لعمارة هذه الأرض - قال تعالى : ( ولا تنسى نصيبك من الدنيا