ورد في كتاب الله هذه الآية الكريمة: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.
وقد ورد هذا الكلام على لسان الكفار والمشركين من قريش حيث لم يكن يعجبهم أن الرسالة أنزلت على سيدنا محمد بن عبد الله يتيم بني هاشم الذي لم يشتهر بمال ولا جاه بل قد نشأ يتيما فقيرا وفي مفهومهم واعتقادهم ان الرسالة ينبغي أن تكون لرجل معروف بين القوم بجاهه وماله وحسبه ونسبه ومكانته الاجتماعية. وأما المقصود بالقريتين فهما مكة والطائف . وكانوا يرشحون لهذه المهمة الوليد بن المغيرة من مكة وابن مسعود الثقفي من الطائف لكونهم من زعامة القوم وهذا طبعا من جهلهم بأن الله يصطفي من عباده للنبوة والرسالة من يشاء ويختار ولا اعتبار عنده سبحانه لمعاييرهم الدنيوية من مال وحسب ونسب وجاه إنما الأمر لله والاصطفاء يكون لخيرة خلق الله.