ما المقصود بالشفاعة التي وردت في الآية الكريمة "يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً"؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
هذه الآيه هي الآية رقم ( 109 ) من سورة طه يقول تعالى{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } .

و الشفع لغة هو عكس الوتر عند الإطلاق ، ويعني انضمام شيء إلى شيء في أمر ما .

وهي في الاصطلاح : انضمام شخص إلى شخص في طلب منفعة ومصلحة له يطلبها ، فالشافع بطلبه تحقيق مصلحة أو منفعة للمشفوع ضم طلبه إلى طلب المشفوع ، فصار شفعا .

وفي الشرع : الشفاعة هي تحمل نفس الاصطلاحي ولكنها في هذا الموقف يعني يوم القيامة تختص بمن يطلب إلى الله ويشفع عنده في أمر معين ، قد يكون بدأ الحساب كما هي شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام الكبرى في ذلك الموقف ، أو ليتجاوز عن المذنبين والمسرفين فلا يعذبهم ، أو الشفاعة لدخول الجنة أو الشفاعة لرفع درجات بعض أهل الجنة أو غير ذلك .

والآية تبين أن أمر الشفاعة لا يملكه إلا الله وحده وليس شأن الله كشأن ملوك الأرض ، فملوك الأرض لأنهم بشر يطلبون منفعة من غيرهم ويرجون مصلحة يقبلون شفاعة من يريدون ذلك منهم ، ولو لم يرضوا عن المشفوع ولم يأذنوا في الشفاعة  ، في مقابل ما ينتظرونه من مصلحة من الشافع .

أما الله سبحانه فهو وحده الغني الغنى المطلق فلا تنفعه طاعة المطيع ولا يضره عصيان العاصي ، لذلك لا يشفع أحد عنده إلا بشرطين :

1. إذنه سبحانه لخلقه بالشفاعة .
2. رضاه عن الشافع بأن يكون مطيعا منيبا له سبحانه وحده .

ثم لا بد ان يكون المشفوع له صالحا لهذه الشفاعة وإلا لم تقبل الشفاعة ، فلو كان كافرا فلا تقبل شفاعة فيه ، كما عندما يشفع إبراهيم عليه السلام لأبيه يوم القيامة فلا تقبل شفاعته له ويرمى أبوه في نار جهنم والعياذ بالله .

فالشفاعة لا تقبل إلا فيمن مات على التوحيد والإسلام ، أما من مات كافرا فلا تقبل شفاعة فيه .


قال الشيخ السعدي رحمه الله ف تفسيره : ( أي: لا يشفع أحد عنده من الخلق، إلا إذا أذن في الشفاعة ولا يأذن إلا لمن رضي قوله، أي: شفاعته، من الأنبياء والمرسلين، وعباده المقربين، فيمن ارتضى قوله وعمله، وهو المؤمن المخلص، فإذا اختل واحد من هذه الأمور، فلا سبيل لأحد إلى شفاعة من أحد).

والله أعلم 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة