قال الله تعالى:( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ) فصلت (25)
- قيضنا : سبّـبنا و هَـيّـأنا وقدرنا لهمْ
- القرين : هو النظير ، وقد ثبت شرعاً أن لكل إنسان قرين من الجن .
- ومعنى الآية : أي أن الله تعالى قد بعث لبني آدم عامة وللكافرين خاصة نظراء من الشياطين ، وجعل هؤلاء الشياطين كأنهم قرناء لهم يزينون لهم سوء أعمالهم .
- وقوله تعالى : ( فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) أي زين لهؤلاء الكفار قرناؤُهم من الشياطين ما بين أيديهم من أمر الدنيا. فحسنوا ذلك لهم وحبَّبوه إليهم حتى آثروه على أمر الآخرة .
- وقوله : ( وَمَا خَلْفَهُمْ ) أي وحسَّنوا لهم أيضا ما بعد مماتهم بأن دعوهم إلى التكذيب بالمعاد, وأن من هلك منهم, فلن يُبعث, وأن لا ثواب ولا عقاب حتى صدّقوهم على ذلك, وسهل عليهم فعل كلّ ما يشتهونه, وركوب كلّ ما يلتذونه من الفواحش باستحسانهم ذلك لأنفسهم.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ فَرَأَىَ مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ: "مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟" فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَىَ مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَوَ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟! قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: وَمَعَ كُلّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ "نَعَمْ. وَلَكِنْ رَبّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتّىَ أَسْلَمَ". رواه مسلم .
- وعليه : فكل إنسان من البشر معه قرين من الجن ( الشيطان ) ويوسوس له ويزين له الباطل ويحثه على فعله ، ويقبح له الخير ، ويحثه على إجتنابه ، والعاقل من نهى نفسه وقرينه وشيطانه عن هواهم وأتبع رضى الله تعالى .
- وأعلم أن الخير دائماً في مخالفة النفس والشيطان لأن النفس أمارة بالسوء ، والشيطان عدو لك إلى يوم الدين !!!