ما الكتاب وما الذكر وما القرآن

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
٠٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لتوضيح معنى كل من الكتاب والذكر والقرآن، سأذكر لك تلخيصاً بسيطاً ليتضح الأمر لك.

في البداية، لنكن متفقين على أن الكلمات الثلاث الواردة في السؤال لا تحمل كلها نفس المعنى دائماً، حيث أن لكل من تلك الكلمات الثلاث معانٍ مختلفة في مواضع مختلفة في القرآن الكريم، رغغم أن كلمة الذكر والكتاب قد تأتي بمعنى القرآن ولكن ذلك ليس حصراً.

ولتوضيح الفرق، أذكر لك هنا معنى كل كلمة وردت في سؤالك بالترتيب:

أولاً: القرآن

معنى القرآن لغة، يذهب إلى قولين، الأول يذهب إلى أن القرآن مشتق من فعل مهموز وهو: قرأ، وعني تفهّم، تفّقه، تديّر، تعلّم، وأيضاً تنسّك.

القول الثاني يذهب إلى أن القرآن اسم عَلَم على كتاب الله عز وجل وليس مشتقاً.

وأما تعريفه اصطلاحاً، فهو كلام الله عز وجل المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلك، المعجز بلفظه ومعناه، المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.

وهذا تعريف متفق على اصطلاحه بين العلماء.

ثانياً: الكتاب

وكلمة الكتاب، يختلف معناها باختلاف السياق الذي استخدمت به، والسياق المقصود هو سياق استخدامها في القرآن الكريم.

وكما قلت لك سابقاً، فإن أحد المعاني الذي جاء به لفظ الكتاب هو القرآن، وذلك في قول الله تعالى:" ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" سورة البقرة / 2.

ومن المعاني الأخرى الذي جاءت عليها كلمة الكتاب، أذكرها لك هنا على التوالي:

1- الكتاب بمعنى التوراة، وذلك في قول الله تعالى:" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" سورة البقرة / 44، وقوله تعالى:" وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" سورة البقرة / 53.

2- وجاءت أيضاً بمعنى الإنجيل، وذكلم في قول الله تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" سورة المائدة / 77.

3- وفي مواضع قد يأتي لفظ الكتاب بمعنى الكتب المنزلة على الرسل، على سبيل المثال، كما في قول الله تعالى:" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ" سورة البقرة / 213.

4- ومن معاني الكتاب الذي فسرت عليه هو الخط والكتابة، ومثاله قول الله تعالى:" اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ" سورة المائدة / 110.

 

ثالثاً: الذِكر 

ولمفردة الذكر، عدة معانٍ تعتمد على السياق الذي وردت فيه أيضاً، ومن إحدى المعاني التي يأتي عليها الذكر: القرآن، كما في قول الله تعالى:" وَهَذَا ذِكرٌ مُبَارَك أَنزلناه" سورة الأنعام / 50. 

ومن المعاني التي يأتي عليها لفظ الذكر: 

1- بمعنى الصلوات المفروضة، وذلك في قول الله تعالى:" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" سورة النور /37، وقد تأتي بمعنى صلاة بعينها، مثل قول الله تعالى:" فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي" سورة ص / 32، وقيل أن المقصود صلاة العصر. 

2- الذكر بمعنى البيان، ومثاله قول الله تعالى:" والقرآن ذي الذكر" سورة ص /1. 

3- بمهنى اللوح المحفوظ، وذلك في قول الله تعالى:" ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر" سورة الأنبياء / 105. 

4- بمعنى التوراة والإنجيل، ومثاله قول الله تعالى:" فاسألوا أهل الذكر" سورة النحل / 43. 

5- الذكر بمعنى الوحي، ومنه قول الله تعالى:" فالتاليات ذكرا" سورة الصافات / 3. 

6- بمعنى العذاب، ومثاله قول الله تعالى:" أفنضرب عنكم الذكر صفحا" سورة الزخرف / 5. 

7- بمعنى الخبر، وذلك كما في قول الله تعالى:" هذا ذكر من معي وذكر من قبل" سورة الأبياء / 24. أي أن القرآن فيه خبر الأولين والآخرين. 

هذه بعض الفروقات بين الكلمات الثلاث، وتذكر أن الموضوع يعتمد على السياق، فاللغة العربية فيها ترادفات لم يخلو القرآن منها، قد تجعل هناك لبس في الفهم، فاحرص على فهم السياق لتفهم المعنى. 

 

المصادر 
إسلام ويب 
الألوكة الشرعية 
موقع الشيخ يوسف القرضاوي