ما الفرق بين المرحلة الابتدائية و المرحلة الإعدادية و المرحلة الثانوية العامة؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١٠ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
   توجد العديد من الفروقات ما بين هذه المراحل، كما توجد فروقات في تقسيماتها من دولة لأخرى. تعتمد الفروقات على طريقة تقسيم هذه المراحل من دولة لأخرى، وطبيعة المنهاج والمحتوى المعتمد والمواد الدراسية المستخدمة. كما أن للخصائص النمائية وعلم النفس التربوي وعلم نفس النمو في هذه المراحل دور في التقسيمات المرحلية. بالإضافة للأسس الفلسفية والاجتماعية والنفسية والمعرفية، ونظريات التعلم التي يتم تطبيقها بشكل محدد ضمن المراحل العمرية؛ فتطبيقات النظرية السلوكية للمرحلة الابتدائية تختلف عن الثانوية. كما أن تطبيق استراتيجيات التدريس والتقويم لها خصوصية في كل مرحلة. 

من الحضانة إلى المرحلة الابتدائية: (6-9 سنوات) 

حان الوقت للتخلي عن المرح والكثير الكثير من أوقات الراحة والاستمتاع في الحضانة. حيث سيتعرض الطالب الطفل لتحديات جديدة تختلف عما واجهه سابقًا. كما أن الأهل يغالون في تصرفاتهم في هذه المرحلة تجاه تعلم الطفل، حتى أن بعض المعلمين يتصرفون بنفس الطريقة، متناسين الخصائص النمائية في هذه المرحلة المعتمدة على نمو واستخدام العضلات الصغيرة والكبيرة. كما يكون النمو اللغوي متجهًا للنمو التدريجي في القراءة والكتابة، ويكون الإدراك الكلي أكبر من الجزئي، ويزداد النمو العقلي من ناحية الذكاء والتذكر والتخيل والانتباه والتركيز، ويزداد معدل التآزر الحركيّ بين الأيدي والعيون. كما تتسع دائرة علاقات الطالب الاجتماعية. ويتم التركيز على بيداغوجيا اللعب بسبب معدلات النمو الحركي والانفعالي، والتعلم بالأنشطة اليدوية Hands-on، ولعب الأدوار، والتعلم بالقدوة، والتعلم بالاستكشاف الموجه وغيرها من استراتيجيات. تقوم بعض الدول بضم طلاب الصف من الأول للثالث لهذه المرحلة، وتدعى مرحلة الصفوف الأولى، وبعض الدول قد تلحق الصف الرابع معهم، ويتم تسميتهم بالحلقة الأولى. كما يكون المحتوى غنيًّا بالصور التعبيرية والتركيز على القيم والاتجاهات والسلوكيات القويمة، وضرورة تقديم الوسائل السمعية والبصرية للطفل. 

  في هذه المرحلة يجب على المعلم تصميم التدريس بما يتناسب معها باستخدام تطبيقات تربوية عملية لتنمية التفاعل الاجتماعي، وتنمية حب الاستطلاع، وتدريب الحواس والنمو الحسي فالتعلم هنا يكون من المحسوس (ثمرة تفاح) إلى شبه المحسوس (رسمة تفاح) إلى المجرد (كلمة تفاح)، والتفكير الذاتي، والعمل معهم بمرونة، والسماح له بالتعبير عن ذاته ليتقن التنظيم الذاتي، وتقدير التعلم القيمي. ينتقل الطالب من التعلق الوالدي لتعلقه بالمعلم، لذا على المعلم الانتباه لتصرفاته والتعامل مع الطلبة من منطلق والدي، كما لا يجب إغفال دور الأهل المهمة في هذه المرحلة. تتميز المرحلة بوجود معلمين اثنين مسؤولين عن الصف؛ معلم الصف لجميع المواد، ومعلم للغة الإنجليزية. 

من الابتدائية إلى المتوسطة: (10-13 سنة) 

  تتغير المعطيات في هذه المرحلة من الخضوع للأهل، وتنفيذ مطالب المعلم، إلى تحمل مسؤولية واجباته، مع بعض الحرية في التصرف، والتعبير عن الرأي. هناك الكثير من الخصائص النمائية التي تتغير في هذه المرحلة حيث يزداد النمو الجسمي والعضلي، مع توافق حركته مع نشاطه. يظهر النمو الحسي في تطور الإدراك، ودقة السمع والبصر، وزيادة نمو الذكاء والقدرات القرائية والكتابية والابتكار والتفكير والانتباه ونمو المفاهيم، وحب الاستطلاع. يلاحظ ثبات نموه الانفعالي بضبط انفعالاته ونمو اتجاهاته الوجدانية، مع بعض القلق والصراع بوجود الضغوط الاجتماعية، قد تظهر بسبب ذلك أحيانًا بعض عادات التمتمة والكذب. وبالنسبة للنمو الأخلاقي والاجتماعي فيزداد نمو الحاجة للخصوصية والاستقلالية والفردية، مع التوحد مع دوره الجنسي المناسب. لا تقتصر الاختلافات على ما سبق من مظاهر النمو بل يشتمل على زيادة صعوبة المواد، وتفرع بعضها في بعض الدول مثل تفرع مادة التربية الاجتماعية إلى الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية في الأردن. كما يزداد نصيب الطالب في الواجبات المدرسية، والتعامل مع عدد من المعلمين بعد اعتياده على معلمين فقط في المرحلة الابتدائية. مع تعقد المفاهيم ونموها، وارتباطها وتكاملها مع بعضها البعض بشكل أكثر وضوحًا، ويصبح التعلم أقرب للمفاهيم المجردة من المحسوسة. 

في هذه المرحلة على المعلمين تغيير بعض استراتيجيات والتقويم لمنح الطلبة بعضًا من المرونة للتعلم الذاتي وتعلم وتقييم الأقران، الانتقال من الاستكشاف الموجه لشبه الموجه ثم الحر بعد التدريب المكثف عن ماهيته. الاهتمام بالتعليم القيمي واكتساب اتجاهات وسلوكيات إيجابية أكثر تناسقًا مع المرحلة مثل تقدير الذات، السيطرة على الانفعالات، احترام آراء الآخرين، الانتماء، الاهتمام بالتطوع، التذوق الجمالي وغيرها من قيم. تنمية المهارات الشخصية والمهنية يبدأ من هنا، فيمكن العمل على معظم مهارات القرن 21 من خلال تعليمهم التواصل، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي على سبيل المثال. يجب على المعلم تدريب الطلبة على تجزئة وتقسيم مهماتهم لمهام أصغر، والتخطيط ليومهم ليتعلموا الانضباط والتنظيم. كما على الأهل المشاركة بشكل غير مباشر في هذه المرحلة لمراعاة خصوصية واستقلالية الطالب. 

من المتوسطة إلى الثانوية: (14-18 سنة) 

الانتقال هنا يكون جذري نوعي، حيث يظهر دور العلامات والتقييم بشكل أكبر. ففي هذه المرحلة في الأردن يتم استقطاع نسبة من العلامات لاختيار ما بين التخصص الأكاديمي والمهني، وحتى في التخصصات الفرعية داخل التخصص الرئيس. مما قد يؤثر على خياراته سواء في المدرسة أو الجامعة. كما يظهر تغيرات أخرى جسدية ونفسية واجتماعية وسلوكية، فقد يميل للتمرد على السلطة، أو التنمر على الآخرين أو العكس قد يصبح أكثر انطواءً وخجلًا، فالتقلبات تظهر في هذه المرحلة في علاقته مع الجميع للبحث عن الهوية التي سيتقمصها للمرحلة المقبلة. كما قد يزداد شعوره بالتقلب والتوتر والقلق، والسؤال عن الوجود، والبحث عن مساحة خاصة له في غرفته، التي يضفي عليها طريقته في الفوضى أو التنظيم.  كما تصبح المفاهيم أكثر تجريدًا، والمواد أكثر تكاملية، مع التفرع في المواد العلمية ليحدث التخصص أكثر في مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلم الأرض، والتخصص أكثر في اللغة العربية وآدابها. بعض الدول تجعل هذه المرحلة من 4 سنوات من الأول ثانوي للرابع الثانوي مثل الكويت، وبعضها يجعلها فقط سنتين الأول ثانوي والثانوية العامة (التوجيهي). يتمّ تقسيم الطلاب حسب لرغباتهم إلى المسارات المختلفة التي تُحدِّد لهم فيما بعد التخصصات التي يمكن دراستها في الجامعات، حيث يتمّ توزيع نموذج على الطلبة لتعبئته حول المجالات المرغوبة، ثمّ يتمّ عمل دراسة للطلبات والرغبات وتوزيع الطلبة حسب ضوابط خاصة وشروط معينة أهمها رغبة الطالب وتحصيله الأكاديمي. 

  على المعلمين في هذه المرحلة استثمار طاقة الطلبة في الأنشطة على اختلاف أنواعها. ونشر الثقافة الصحية في هذه المرحلة والمرحلة المتوسطة، والتركيز على الربط ما بين مفهوم الجسم والذات. والتركيز على النمو العقلي والجسمي معًا. يجب تطوير أساليب التعلم، والاهتمام بمستويات الطلبة جميعًا وتعزيز تعلمهم وخاصة الموهوبين والمتفوقين. وتصويب المفاهيم  من خلال إتاحة الفرص لحرية التفكير وحل المشكلات وتربية وترويض الانفعالات بطرق غير مباشرة وبمرونة. كما يجب الاهتمام بالحوار والنقاش أثناء العملية التعليمية، وربط الممارسات الصفية التعليمية بالحياة العملية وبالأخص بالتعليم الجامعي والعملي لتحفيز الطلبة للتفوق. 

المراجع: 

من خبرتي الشخصية كمعلمة ومدربة ومستشارة تعليمية 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة